«الكوكب الأخضر».. مشروع يمثل الغابات الاستوائية

وسط أجواء الغابات المطيرة وأصوات شتى أصناف الطيور وخرير مياه الشلال المنسدلة من الأعلى ونهر يجري بين الأروقة، تشكِّل حديقة «الكوكب الأخضر» بمنطقة سيتي ووك في دبي، نموذجاً يحاكي الغابات الاستوائية بكل ما فيها من تنوع بيولوجي، يشمل 3 آلاف نبات وحيوان وملاذاً للعائلات والأفراد، من عشّاق الحياة البرية، ضمن «وجهات دبي» والتي صُمِّمت على شكل قبة بيولوجية، تشمل غابة استوائية مطيرة اصطناعية، بالإضافة إلى حديقة خارجية، ما يمثل تجربة فريدة للزائرين من شتى الفئات العمرية.
صُممت القبة البيولوجية على شكل مكعبين وقد شُيِّدت ضمن التوسع في منطقة سيتي ووك على طريق الوصل، على مساحة قدرها 60 ألف قدم مربع وينقسم المظهر الخارجي للمبنى إلى جزأين قُطرياً، جزء أسطواني بزجاج، والآخر مغطى بفتحات دائرية صغيرة، كما تتكون من 4 طبقات وهي الطبقة البارزة وسقف الغابة والطبقة الوسطى وأرض الغابة، التي تتميز بأنها أكثر رطوبة وأقل نسيماً من الطبقة العليا، كونها تُعد عالماً من الشجيرات والأشجار الصغيرة.
شجرة الكابوك.
وتشكِّل شجرة الكابوك، قلب الغابة المطيرة وهي عبارة عن هيكل مصطنع، يدعم جميع النباتات والحيوانات بالغابة، حيث تنمو العديد من النباتات الحية والكروم فيها، بالإضافة إلى العديد من الطيور التي تعشش في الفروع العليا.
وتُعد هذه الشجرة نسخة طبق الأصل من شجرة الكابوك المعروفة بنظام جذرها الضخم والتي لا تمتد إلى عمق كبير، كما تنتشر في قوس عريض حول الجذع، حيث تعتبر الكابوك من أكبر الأشجار بالعالم وتنمو حتى 4 أمتار في السنة الواحدة ويصل ارتفاعها إلى أكثر من 70 متراً مع قُطر جذع يزيد على 3 أمتار.
وتمتاز شجرة الكابوك في الغابة المطيرة، بأنها مجوفة، حيث تمتد إليها كروم التين الخانق، الذي يعمل على الاستفادة من الضوء والمغذيات من مضيفه ويقتله حتى النهاية، لكنه يترك عموداً مجوفاً من الكروم التي توفر مكان إقامة لمجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات.
طيور أرضية
تُعد الغابة المطيرة موطناً للعديد من الطيور، التي تعيش في جميع أنحاء الغابة، لكن الأكثر شيوعاً في أرض الغابة، هي حمام نيكوبار وحمام سولاويزي الأرضي وتدرج السيدة أمهيرست وتدرج فضي، وحمام فيكتوريا المتوَّج، كما تشمل ببغاوات من نوع الكونيور الجندي وببغاء المكاو الياقوتي والخنافس والأفاعي والضفدع السام، كذلك التمساح القزم، الذي يصل طوله عند البلوغ إلى 1.5 متر ويتراوح وزنه بين 18-32 كغم، حيث يمتلك هذا الحيوان درعاً ثقيلاً للرقبة والظهر والذيل، من أجل تجنب الحيوانات المفترسة الكبيرة، إلى جانب حيوان المدرع سداسي الأحزمة، الذي يمتاز بأن جسمه مغطى بالقشور التي تشبه الدروع المكونة من الكيراتين وهي المادة نفسها الموجودة في شعر الإنسان وأظافر أصابعه.
ويمكن للزائرين أيضاً مشاهدة طائر الإيبس القرمزي، ذي اللون الجذاب وهو يتناول طعامه، الذي يبحث عنه إما عن طريق غمس منقاره الطويل في المياه أو بالتقاط الفرائس من على سطح التربة، حيث يتكون نظامه الغذائي من جراد البحر وسرطان البحر الصغير والحشرات المائية.
كما يمكن للزائرين مشاهدة طيور الطوقان والباربيت، التي تُعد أقرب إلى نقار الخشب، حيث يساعد المنقار الكبير والمسنن على قطف الثمار من الأشجار أو اصطياد الطيور الصغيرة والزواحف أثناء الصيد ومن أبرز أنواع هذه الطيور، البارنيت المقوط بالنار والبارنيت الملتحي وطوقان توكو والطوقان قنواتي المنقار.
مصادر الملقحات
وتشمل «الكوكب الأخضر» أيضاً، مجموعة من الحدائق في القسم الخارجي، منها حديقة الأعشاب، حيث إن معظم الأعشاب الموجودة فيها، ليست مفيدة للبشر فقط، بل هي مصدر متعة للحيوانات في «الكوكب الأخضر»، بسبب روائحها القوية المتنوعة، كذلك حديقة الخضروات، التي توفر الموائل الأساسية ومصادر الغذاء لمختلف الملقحات، مثل الفراشات والطيور والخفافيش والنحل، إلى جانب حديقة شجرة النخيل، والبحر الأبيض المتوسط.
تُعد أسماك البيرانا المفترسة، من أشهر الأسماك في الأحواض المائية داخل القبة، حيث تُعرف أيضاً باسم السمك المسنن وتعتبر من أكثر الأسماك عدوانية وخطورة، إذ تشتهر بأسنانها الحادة القادرة على تناول جميع أنواع الأسماك الأخرى كالقرش وغيرها، كذلك تشمل سمكة «السيكلد» الأفريقية، التي تمتاز بتعدد ألوانها.
كهف الخفافيش
تشكِّل خفافيش الفاكهة أهم عناصر الغابات المطيرة، لذلك توفر «الكوكب الأخضر» فرصه فريدة لمشاهدة هذه الخفافيش عن قرب والتي تتدلى رأساً على عقب داخل نفق مخصص لها، كما تشمل الحيوانات المعروضة داخل القبة، قرد الخصلتين، الذي يتراوح طوله بين 14-20 سم، كذلك طائر «التراكو»، الذي يمتاز بأنه آكلٌ للموز، وحيوان الكسلان، الذي يمضي أغلبية وقته نائماً، وحيوان «الليمور حلقي الذيل»، الذي يمتاز بقدرته على القفز 5 أمتار وحيوان «طمارين قطني الرأس» وهو أحد أصغر أنواع القرود بالعالم، حيث يصل وزنه إلى أقل من نصف كيلو غرام، بالإضافة إلى «سلحفاة النمر»، التي توجد بالقسم الخارجي للحديقة والتي تُعد رابع أكبر نوع من السلاحف بالعالم، حيث يصل طولها عند البلوغ إلى 40 سم ويصل وزنها إلى 13 كغم.
مسار الاستكشاف
تشمل «الكوكب الأخضر» حديقة مغامرات مستوحاة من الطبيعة والأولى من نوعها في الشرق الأوسط، متمثلة في «منزل الشجرة»، كما تتضمن مساراً للاستكشاف والتعليم والترفيه على حد سواء، حيث يمكن للأطفال لقاء مجسمات للحشرات العملاقة بالحجم والتنزه في الحديقة النباتية، التي تضم 9 مناطق نباتية مثيرة ومنطقة لعب للأطفال وتجارب جديدة لتناول الطعام تحتفي بالنكهات، كما تشمل تجربة الترفيه والمغامرة علماء الأحياء، الذين يرشدون الزائرين عبر عالم الحشرات، مما يزيد من الوعي بالدور الحيوي الذي يلعبونه في نظامنا البيئي.