تمكين المجتمع | راشد محمد النعيمي

تعزيز جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة في الإمارات يتناميان يوماً بعد آخر، في ممارسة متطورة وربما متفردة على مستوى المنطقة، من حيث تركيزها على التفاصيل والعمل على إطلاق مجموعة من المبادرات المبتكرة التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، وتعمل على تمكينهم وتعزيز التلاحم المجتمعي وترسيخ القيم الإماراتية ودعم الفئات الأكثر احتياجاً لضمان شمولية التنمية.
برامج نوعية ومبادرات تفاعلية، تعمل وزارة تمكين المجتمع عليها، عبر إشراك المجتمع نفسه في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية، وتعزيز روح المسؤولية والتطوع، ودعم ريادة الأعمال الاجتماعية، إضافة إلى الإسهام في بناء مجتمع متماسك ومستدام، عبر الاستفادة من التكنولوجيا والشراكات الاستراتيجية مع القطاعين الحكومي والخاص.
من أجل ذلك ومواصلة لذلك النهج جرى تفعيل علاوتي السكن والتفوق الدراسي للتعليم العالي، المنصوص عليهما ضمن منظومة العلاوات التكميلية في برنامج الدعم والتمكين الاجتماعي، تأكيداً للالتزام بتوفير بيئة معيشية مستقرة، وتحفيز الاستثمار في رأس المال البشري للأسر المستفيدة، حيث تجسد العلاوتان نموذجاً إماراتياً متكاملاً يجمع بين الدعم المباشر للأسر، وتوفير الحوافز التي تعزز الاستقلالية والتميز على المدى البعيد، بما يتماشى مع أهداف البرنامج في تمكين الإنسان وتعزيز مشاركته الفاعلة في المجتمع .
هذه العلاوات التكميلية التي تمثل دعماً كبيراً لكثير من الأسر وتصنع لها التغيير في مسيرتها تمثل جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية الوزارة الشاملة للتمكين الاجتماعي الذي تنتهجه الدولة وتحرص عليه، وتعكس التزاماً ثابتاً بتمكين الإنسان وتعزيز فرص تقدمه. ومن خلال برامج متكاملة تجمع بين الدعم المباشر والاستثمار في القدرات، تعمل الوزارة على توفير مقومات الاستقرار التي تتيح للأفراد والأسر الانتقال بثقة نحو مراحل جديدة من الاعتماد على الذات وتحقيق الطموحات.
في الإمارات هناك تركيز على كل تفاصيل الحياة المتصلة بالمواطن والقضاء على كل التحديات وتذليل الصعوبات والمعوقات التي قد تواجهه، لذلك تضمن نظام علاوة السكن أحكاماً خاصة للأيتام وأبناء المحكوم عليهم تراعي ظروفهم الاستثنائية، وتُمكّنهم من الاستفادة من العلاوة وفق آلية مرنة وشاملة. كما أن علاوة التفوق الدراسي للتعليم العالي غطت للطلبة الذين يتابعون التعليم عن بُعد في المؤسسات الإماراتية المعتمدة مما يؤكد شمولية النظام ومرونته وحرصه على تحقيق الفائدة للجميع، حيث يمثل تلمس الاحتياجات ممارسة غير عادية ومتمرسة في الإمارات ليكون واحداً من أرقى تطبيقات العمل الحكومي الذي يتجاوز كل الحدود التقليدية ويصل الى مستويات راقية من التعامل.

[email protected]