الكرملين: لقاء بوتين وزيلينسكي يعتمد على التوصل إلى اتفاق شبه نهائي

جدد الكرملين رفضه عقد أي لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، وذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على قريتين في دونيتسك شرقي أوكرانيا، بينما أكدت كييف تلقيها تأكيدات رسمية بالحصول على ثلاث منظومات دفاع جوي من طراز «باتريوت» لتعزيز قدراتها في مواجهة الهجمات الروسية المتواصلة.
وقال الكرملين، أمس الجمعة، أن عقد قمة بين بوتين ونظيره زيلينسكي لن يكون ممكناً إلا كخطوة أخيرة في مسار التسوية السياسية، مشدداً على ضرورة أن تسبقها تفاهمات جوهرية تُعِدّ لها الوفود التفاوضية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن «الاجتماع بين الرئيسين لا يمكن أن يحدث إلا في نهاية المسار، عندما تكون آليات واتفاقيات حقيقية قد جرى التوصل إليها من قبل الخبراء»، مضيفاً أن تنفيذ ذلك خلال مهلة قصيرة «أمر مستبعد تماماً».
وجاءت تصريحات بيسكوف، رداً على مقترح أوكراني بعقد القمة بحلول نهاية أغسطس، في إطار مهلة مدتها خمسون يوماً حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق، ملوحاً بعقوبات إضافية على موسكو في حال الفشل.
وتؤكد أوكرانيا أن اللقاء بين بوتين وزيلينسكي ضروري لتجاوز الجمود في المفاوضات، التي شهدت ثلاث جولات قصيرة في تركيا منذ مايو الماضي. وقال زيلينسكي إن الجانب الروسي بدأ «مناقشة» إمكانية عقد القمة، واعتبر ذلك «تقدماً ملموساً» نحو التوصل لصيغة توافقية لعقد اللقاء.
من جهته، أكد أحد أعضاء الوفد الأوكراني أن كييف اقترحت رسمياً عقد اللقاء الرئاسي في أغسطس، لكنه أشار إلى أن الجولة الأخيرة من المحادثات، التي استغرقت 40 دقيقة فقط، لم تحقق اختراقاً يُذكر.
وجدد الكرملين تأكيده أن المواقف التفاوضية للطرفين «متعارضة تماماً»، وقال بيسكوف: «من غير المرجح أن يجتمعا بين عشية وضحاها. سيتطلب ذلك عملاً دبلوماسياً معقداً للغاية».
في السياق، أعلن الرئيس الأوكراني، أمس الجمعة، أن بلاده تلقت تأكيدات رسمية من شركائها الدوليين بشأن تزويدها بثلاثة أنظمة دفاع جوي من طراز «باتريوت»، مشيراً إلى أن المباحثات لا تزال جارية، لتوفير سبعة أنظمة إضافية.
وقال زيلينسكي للصحفيين: «تلقيت تأكيداً رسمياً من ألمانيا بشأن نظامين، ومن النرويج بشأن نظام واحد. ونعمل حالياً مع شركائنا الهولنديين لاستكمال الاحتياجات الدفاعية»، مؤكداً أهمية هذه الأنظمة في التصدي للهجمات الروسية المتزايدة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، تشمل صواريخ باتريوت بقيمة مليارات الدولارات، ما دفع إلى إطلاق مفاوضات بين كييف وعدة دول أوروبية للمساهمة في تمويل وتسريع عمليات التسليم.
وأكد زيلينسكي أن أنظمة «باتريوت» أثبتت فعاليتها في اعتراض الصواريخ الباليستية الروسية التي تستهدف المدن الأوكرانية، مشيراً إلى أن البلاد بدأت بالفعل بإنتاج أنظمة اعتراض متقدمة، بما في ذلك تلك التي تعتمد على الطائرات المسيرة.
وفي تصريحات أصدرها مكتبه، قدّر الرئيس الأوكراني الكلفة العاجلة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي بستة مليارات دولار، كجزء من خطة أوسع لسد فجوة تمويلية تُقدّر بنحو 40 مليار دولار خلال العام المقبل.
وأشار إلى أن كييف تحتاج إلى 25 مليار دولار إضافية لتوسيع إنتاج الصواريخ، والطائرات المسيرة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، في وقت تواصل فيه روسيا هجماتها الجوية المكثفة على البنية التحتية الحيوية ومراكز المدن الأوكرانية.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها تمكنت الخميس من السيطرة على قريتي زفيروف ونوفو إيكونوميشنه الواقعتين في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، في إطار العمليات العسكرية المتواصلة في الإقليم الذي يشهد معارك ضارية منذ أسابيع.
وقالت الوزارة في بيان إن السيطرة على القريتين تأتي ضمن «التقدم الميداني المتواصل» للقوات الروسية في محور الشرق، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول سير المعارك أو حجم الخسائر. (وكالات)