الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات الممارسة الطبية | صحيفة الخليج

الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات الممارسة الطبية | صحيفة الخليج

«ساينس ديلي»

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية إيكان للطب في جبل سيناء الأمريكية، أن نماذج الذكاء الاصطناعي حتى الأكثر تقدماً تقع في أخطاء مفاجئة عند التعامل مع سيناريوهات طبية ذات أبعاد أخلاقية دقيقة.
واستلهم الباحثون أفكارهم من كتاب «التفكير السريع والبطيء» لعالم النفس الشهير دانيال كانيمان، والذي يميز بين التفكير السريع الحدسي والتفكير البطيء التحليلي.
ولوحظ أن نماذج اللغة الكبيرة غالباً ما تتعثر عند مواجهة تعديلات بسيطة في ألغاز التفكير الجانبي، ما يعكس صعوبة انتقالها بين أسلوبي التفكير.
ولتحليل هذا السلوك، أجرى الفريق اختبارات على عدة نماذج أخلاقيات طبية تجارية، باستخدام مزيج من ألغاز التفكير الجانبي المعدلة وسيناريوهات طبية أخلاقية معروفة تم التلاعب بتفاصيلها عمداً لاختبار مرونة الذكاء الاصطناعي.
مثال على ذلك، استخدم الفريق سيناريو أخلاقياً معروفاً يتمثل في رفض والدين متدينين نقل دم لإنقاذ حياة طفلهما. ورغم تعديل النص ليشير إلى موافقة الأبوين، إلا أن العديد من النماذج واصلت تقديم توصيات على أساس أن الرفض لا يزال قائماً، ما يدل على اعتمادها المفرط على أنماط مألوفة بدلاً من التحليل الدقيق للسياق.
وأوضح د. إيال كلانج، المؤلف المشارك ورئيس قسم الذكاء الاصطناعي التوليدي في كلية إيكان للطب:
«الذكاء الاصطناعي قد يبدو فعالاً للغاية، لكنه أحياناً يلجأ إلى الإجابة الأكثر شيوعاً أو حدسية، حتى عندما تتناقض مع تفاصيل جوهرية. في السياقات الطبية، قد يؤدي ذلك إلى قرارات خاطئة بعواقب خطِرة على المرضى».
من جانبه، شدد د. جيريش ن. نادكارني، المؤلف الرئيسي المشارك ومدير معهد هاسو بلاتنر للصحة الرقمية:
«نتائجنا لا تنكر أهمية الذكاء الاصطناعي في الطب، لكنها تُبرز ضرورة وجود إشراف بشري، خصوصاً في الحالات التي تتطلب حساسية أخلاقية وذكاء عاطفي. هذه الأدوات يجب أن تُستخدم لتعزيز الخبرة الطبية، لا أن تحل محلها».
الدكتورة شيلي سوفر، الباحثة الرئيسية، أكدت أن التعديلات البسيطة على الحالات كشفت ضعفاً لا يمكن التغاضي عنه، ما يُبرز أهمية بقاء القرار الطبي في يد الإنسان.