أوكرانيا تستهدف موسكو بالعشرات من الطائرات المسيرة وتعرض إجراء محادثات.

أوكرانيا تستهدف موسكو بالعشرات من الطائرات المسيرة وتعرض إجراء محادثات.

شنت أوكرانيا هجوماً غير مسبوق بعدد كبير من الطائرات المسيرة على موسكو، في محاولة منها لزيادة الضغط، قبيل جولة محتملة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار، والتي قد تعقد في أقرب وقت خلال الأسبوع المقبل، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية استمرار تقدمها على الأرض، بالتزامن مع إعلان موسكو استعداها للخوض في مباحثات السلام شرط أن يقترن ذلك بتحقيق أهدافها المعلنة.
وشهدت الدفاعات الجوية في موسكو نشاطاً مكثفاً خلال الليلة قبل الماضية، وحتى صباح أمس الأحد، بعد إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نية بلاده تكثيف الهجمات في عمق روسيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية ورئيس بلدية موسكو إن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط 142 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل قبل الماضي، منها 27 فوق منطقة موسكو.
وأفادت تقارير بإسقاط الطائرات المسيرة فوق عدد من المناطق في الجزء الأوروبي من روسيا، وكذلك فوق البحر الأسود.
وقال سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو على تليغرام إن أحدث الهجمات شملت إسقاط أربع طائرات مسيرة من التي كانت متجهة نحو العاصمة الروسية صباح أمس الأحد.
ووفقاً لهيئة الطيران المدني الروسية (روسافياتسيا)، تأثرت أربعة مطارات كبرى تخدم موسكو، ما أدى إلى تحويل مسار 134 رحلة جوية. وبحلول الساعة العاشرة من صباح أمس بتوقيت موسكو لم يبق سوى مطارين مغلقين أمام حركة الطيران.
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة بيلايا غورا في دونيتسك وإيقاع خسائر بشرية ومادية كبيرة بالقوات الأوكرانية خلال ال24 ساعة الماضية، واستمرار تقدم قواتها على جميع المحاور. كما أعلنت الوزارة تدمير موقع لتجميع وإطلاق المسيرات الأوكرانية، وإسقاط قنبلتين و4 صواريخ «هيمارس» أمريكية موجهة.
وبموازاة ذلك، أعلن الكرملين استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث ملف السلام في أوكرانيا، على أن يضمن ذلك تحقيق أهدافه. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للتلفزيون الروسي في مقطع مصور نُشر أمس الأحد إن بوتين مستعد للتحرك نحو تسوية سلمية بشأن أوكرانيا، لكن الهدف الرئيسي لموسكو يتمثل في تحقيق أهدافها.
وأضاف بيسكوف أن العالم اعتاد الآن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «القاسي» في بعض الأحيان، لكنه أشار إلى أن ترامب أكد في تعليقاته المتعلقة بروسيا أنه سيواصل الجهود لإيجاد سبيل نحو اتفاق للسلام.
وقال «تحدث الرئيس بوتين مراراً عن رغبته في الوصول بالتسوية الأوكرانية إلى خاتمة سلمية في أقرب وقت ممكن. هذه عملية طويلة وتتطلب جهداً. إنها ليست بالأمر اليسير». وأضاف «الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو تحقيق أهدافنا. أهدافنا واضحة».
وكانت أوكرانيا قد أعلنت نيتها استئناف المفاوضات مع روسيا، وبحسب مصادر صحفية فإن ذلك قد جاء بعد اتفاق غير معلن مع الولايات المتحدة على ذلك. وكانت روسيا وأوكرانيا عقدتا جولتين من المحادثات المباشرة في إسطنبول خلال الأشهر الماضية، نتج عنهما تبادل أسرى وجثامين، إضافة إلى تبادل مسودات مذكرات لتسوية النزاع. ومع ذلك، لم يتم تحديد موعد للجولة الثالثة.
من جانبه أشار السفير الروسي لدى رومانيا فلاديمير ليبايف إلى أن الغرب يبحث استخدام أراضي رومانيا للتدخل في نزاع أوكرانيا، محذراً من تهديد ذلك لأمن المنطقة. وقال السفير لوكالة نوفوستي الروسية، إن «دول ما يسمى الغرب الجماعي تحاول التدخل بشكل متزايد في النزاع الأوكراني دون إشراك قواتها مباشرة، عبر تصعيد عسكري مُمنهج». وأضاف: «تُستخدم أراضي دول حلف الناتو المجاورة لروسيا، بما في ذلك رومانيا، كأداة للتدخل. وهذا ما يفسر التوسع العسكري المتسارع في رومانيا، حيث تنتشر عناصر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية، وتتوسع القواعد العسكرية، ويزداد الوجود العسكري للناتو». وأشار ليبايف إلى أن قاعدة «ميهاي كوغالنيتشانو» الجوية تقع على بعد أقل من 400 كيلومتر من سيفاستوبول، ما يجعلها موقعاً استراتيجياً خطراً. (وكالات)