اتفاق الاتحاد.. | مريم البلوشي

اتفاق الاتحاد.. | مريم البلوشي

الإرث الذي ترك لنا عظيم، وتاريخنا كبير، وتفاصيله تجعل كل فرد فينا يحمد الله ويشكره، حين تجدد التاريخ في صفة رسمية، وصار يوم عهد الاتحاد ذكرى خالدة، ذلك التاريخ الذي اجتمع فيه حكام الإمارات، القلوب التي أسست، والأرواح التي التقت، ووضعت عهداً وبياناً متيناً لماهية الدولة التي يحلمون بها، واختيار اسم «الإمارات العربية المتحدة» لتعكس تطلعاتهم وأحلامهم، أحلام الوحدة، والاتحاد في كل شيء، المصير، والمستقبل، والقرار، والاتفاق على أن يكون إنسان هذه الأرض الهدف الأول والأخير.
كل فرد فينا قبل أيام أعاد قراءة التاريخ، وفهم تفاصيل أكثر عن ذلك اليوم المصيري، يوم 18 يوليو، وقلبنا الصور، وأمعنا النظر في تلك الجلسة التاريخية التي لولاها لما كنا اليوم منعمين وفي أمن وأمان، ونباهي العالم باسم وطن يحملنا قبل أن نحمله، العهد ليس وثيقة بل إيمان كبير بحقيقة الوطن، واحتياجنا للوطن، واستقرارنا في مظلة قيادة تعرف كيف تكون فينا ومنا، هو الالتزام الأول بأن تكون في العالم لنا راية، وانتماء وهوية ودستورا، هو الإحساس الذي انبثق من الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والوالد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، عندما اجتمعت نيتهما في عام 1968، النية الأولى والفكرة الأولى لهذا الوطن الذي نحن والمقيمون فيه نعتز به.
نحن اليوم نجدد العهد، ونجدد الوعد، ونجدد الالتزام بأن لا نتنازل عن حقوق وطننا، ولا نساوم به كنوز العالم، وأن نجتهد، ونكون على وعي ودراية ونحقق طموحات لا سقف لها، نحن نلتزم بفكر قادتنا، وسمو قيمهم، وأصالة مبادئهم، نحن نسابق في تعلم العلوم ونمشي مع المتغيرات ونبقى في الصفوف الأمامية في تواضع جم، وفي هويتنا لا نتغير، فنحن أبناء الجزيرة العربية، والصحراء ذات الرمال الذهبية، نحن الحشمة والإرث الأول وصورة لأجداد وآباء علمونا أن الأخلاق وسام. اليوم وكل يوم في عهد حكومتنا ستبقى الإمارات أمنا، وأرضنا وسقفنا وحصننا المتين.
اليوم أخبر نفسي وأخبرك، أننا صورة عن ماضٍ ممتد فينا، صورة وأمنية المؤسسين أن يستمر الاتحاد، ويستمر فينا طموحهم في كل زاوية، وكل ذرة فينا، كل حدث يمر علينا هو تجربة، كل ما يقوم به قادتنا يشكر ويحترم، تعبهم يحتذى به، وتفانيهم مدرسة، كل الاحترام لهم في هذا العالم هو سلسلة من عطاء وقصص تبكي العيون فخراً، وتدمع لها الأرواح امتناناً، نتعلم من قادتنا أن الفعل سيتحدث بنفسه، وأن الواقع سينطق بما كان في الغيب، وأن الله يشهد على ما نقدم ونسعى له، وأن لا أحد فينا لا يحمل رسالة، كل فرد هو امتداد للخير، وهو الفعل والعمل الذي سيترك بصمته، هو الأمنية التي عاشت في قلوبهم وصارت اليوم واقعاً بنجاحات نباهي بها الأمم.
نجدد العهد وكل يوم هو عهد والتزام.

[email protected]