كمبوديا… أروع ما تزخر به الطبيعة في آسيا

تشتهر كمبوديا بتاريخ حافل بإنجازات فنية عظيمة، ويجذب هذا التاريخ الضارب في القدم الكثير من السياح الدوليين، لكن هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا تزخر بمعالم سياحية لا يمكن استكشافها إلا لمن يطيل مدة زيارته للبلاد.
يغري ساحل الشواطئ الرملية البيضاء كل من يحب الشمس، أما الريف المغطى بالغابات فهو مهيأ لمحبي المغامرات، بينما العاصمة «بنوم بن» النابضة بالحياة تغمر زوارها بنبض الحياة الحضرية الكمبودية المعاصرة. ويتجه معظم زوار كمبوديا إلى معابد أنغكور وات كوجهة رئيسية لهم، لذا من المنطقي أن يكون أفضل وقت لزيارة كمبوديا هو عندما تكون المعابد في أوج عطائها. و من حيث الطقس فإن أفضل وقت لزيارة سيام ريب وأنغكور وات هو بين ديسمبر وفبراير، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى أوائل العشرينات وتكون الرطوبة منخفضة بما يكفي لتكون محتملة؛ ولكنه موسم ذروة ما يعني ارتفاع الأسعار والازدحام.
منتزه أنفكور الأثري
تعد مدينة المعابد هذه الوجهة السياحية الأولى في كمبوديا، ويمكن الوصول إلى معابد العصر الأنغكوراني من مدينة سيم ريب، وهي طموحة للغاية من حيث الحجم وعظمة بنائها، لدرجة أن أنغكور وات يُصنف كواحد من المواقع القديمة التي يحب الكثيرون حول العالم زيارتها.
وتم بناؤها بين عامي 802 و1432، وكانت أكبر مدينة في العالم خلال العصور الوسطى والمركز الهائل للملوك الخمير الذين سعوا إلى التفوق على أسلافهم في جمال بنائهم.
وبما أن المساكن الخشبية في المدينة تعرضت للتعدي ثم التدهور بسبب الغابة المحيطة بها فإن ما تبقى اليوم هو تلك المعابد فقط. ومعبد أنغكور وات نفسه، وهو أكبر مبنى ديني في العالم، لا يشكل سوى جزء صغير من الموقع بالكامل، وتستحق الدائرة المترامية الأطراف من المعابد ثلاثة أيام لاستكشافها لمن يريد فهم نطاق الإنجازات المعمارية في العصر الأنغكوراني. ولكن بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون الوقت الكافي، فإن أبرز المعالم بعد أنغكور وات هي معبد تا بروم المتشابك مع جذور الأشجار والذي اكتسب شهرة عالمية لأول مرة كموقع استخدم في فيلم «تومب رايدر»، ومعبد بايون الذي يضم 216 وجهاً منحوتاً من الحجر، وأنغكور ثوم وبريا خان.
بنوم بنه
«بنوم بنه» عاصمة كمبوديا والقلب النابض للبلاد؛ فهي مدينة الشوارع الصاخبة التي تعج بالدراجات النارية وأبواق السيارات. وانتعشت مؤخراً لتصبح واحدة من أكثر مدن جنوب شرق آسيا حيوية والوجهة الأكثر تنوعاً في كمبوديا والأكثر جذباً للزوار، مع مشهد مقاه ومطاعم لا مثيل له في بقية أنحاء البلاد.
كما أنها موطن لعدد من المواقع التاريخية المهمة التي تساعد في كشف تاريخ كمبوديا الحديث والقديم.
ويضم المتحف الوطني مجموعة كبيرة من المنحوتات الخميرية التي تتتبع تاريخ الأمة منذ عصر ما قبل الأنغكور وحتى العظمة الهائلة لملوك أنغكور، ويوفر القصر الملكي أمثلة رائعة من الفنون التقليدية.
سيام ريب
عادة ما ينظر المسافرون إلى سيام ريب على أنها من بين أفضل الأماكن الــتي يمكن زيارتهـــا فـــي كمبوديـا لكونها قاعدة لمنتزه أنجكور الأثري، ولكن المدينة نفسها توفر مناطق جذب أكثر إثارة للاهتمام إلى جانب المعابد. وهذا هو مركز الأنشطة الرئيسي في البلاد مع عروض من الجولات ورحلات الدراجات حول الريف الخصب خارج المدينة وجولات فن الطبخ الكمبودي. سوف يجد المتسوقون أيضاً الكثير من البرامج السياحية، حيث تزخر منطقة وسط سيام ريب بالفرص لاستكشاف الحرف اليدوية التقليدية. ويوصى بزيارة متحف أنغكور الوطني قبل التوجه إلى أنغكور وات نفسه، لتتعرف على تاريخ الموقع واستكشاف المعروضات.
وللاستمتاع بأمسية ممتعة في المدينة، لا يجب تفويت زيارة سيرك فار الكمبودي الذي يقدم عروضاً مبهرة يجمع فيها الفنانون بين المسرح والألعاب البهلوانية والموسيقى.
كوه رونغ ساملوم
قبالة الساحل الجنوبي لكمبوديا تقع مجموعة من الجزر الجميلة التي لا تقل جمالاً عن نظيراتها التايلاندية في الغرب ولكنها أقل زيارة وشهرة. وبالمقارنة مع جزيرتي كوه ساموي وفوكيت المتطورتين للغاية، تُعدّ جزر كمبوديا بمثابة جنة استوائية هادئة، حيث تُشكّل الشمس والرمال محور الاهتمام، ولم تُحدث المنتجعات الكبرى فيها أي تغيير بعد. ومن بين جميع الجزر، تعد جزيرة كوه رونغ ساملوم واحدة من أجمل الجزر، حيث يضم خليج ساراسين الرملي الطويل عشرات المنتجعات التي توفر هدوءاً من العالم الصاخب. ويمكن الوصول إلى هذه الجزر من سيهانوكفيل.
راتاناكيري
راتاناكيري منطقة نائية في كمبوديا تُعدّ متعةً للمسافر الذي يحب المغامرات وذلك لطرقها الترابية الحمراء التي لا نهاية لها والمؤدية إلى قرى الأقليات العرقية، كما توفر تلك المنطقة ملاذاً طبيعياً لأخذ بعض الراحة بعد عناء استكشاف المعابد.
كما أن هذه المقاطعة واحدة من أفضل الأماكن في كمبوديا لمشاهدة قرود الجيبون في محمية فيون ساي-سيم بانغ، حيث تتضمن الرحلات الليلية النوم على الأراجيح والاستيقاظ مبكراً لتتبع قرود الجيبون ذات الخدود الصفراء، وتتوفر أيضاً فرصة مشاهدة الفيلة والنمور ودببة الشمس في منتزه فيراتشي الوطني.
وهناك خيارات أكثر استرخاءً كالسباحة في المياه الزمردية لبحيرة «ياك لوم كريتر» الواقعة على مشارف بلدة بان لونغ، بينما تُعدّ شلالات تشا أونغ وكا تينغ وجهات ترفيهية ممتعة.
ممر كوه كونغ
يمتد ممر كوه كونغ للحفاظ على البيئة عبر منطقة داخل جبال كارداموم، وتعني جبال الهيل، جنوب مدينة كوه كونغ الحدودية في جنوب غرب كمبوديا.
وتكسو المرتفعات هناك الغابات المطرية الكثيفة التي تجري فيها الأنهار المتعرجة والشلالات، ما يمنح الكثير من الفرص لمغامرات صعود المرتفعات ورحلات القوارب.
ومن يرغب في الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والاستراحة من الصخب يمكنه التوجه إلى نهر تاتاي حيث يوجد عدد من المنتجعات البيئية الصغيرة المنتشرة على ضفافه، والتي تقدم جميعها أنشطة مختلفة منها التجديف بالكاياك.
وإلى الجنوب من المرتفعات تقع قرية تشي بات، وهي مركز سياحي بيئي يضم أماكن إقامة منزلية بسيطة وبيوت ضيافة والعديد من الأنشطة، بدءاً من الرحلات التي تستغرق عدة أيام إلى الجبال التي تكسوها الغابات ورحلات بالقوارب النهرية لمشاهدة الحياة البرية.