السلفادور تفرج عن مهاجرين فنزويليين في إطار اتفاق مع واشنطن

فنزويلا – أ ف ب
أفرجت السلفادور عن أكثر من 200 فنزويلي كانت سلطات الهجرة في الولايات المتحدة رحّلتهم في إطار حملة قامت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وأعادتهم إلى بلادهم الجمعة ضمن صفقة تبادل مع واشنطن شملت إطلاق كراكاس سراح عشرة أمريكيين.
واتهمت واشنطن الفنزويليين البالغ عددهم 252 رجلاً بالانتماء إلى عصابة ترين دي أراغوا التي صنفها ترامب جماعة «إرهابية»، من دون أن تقدم أدلة على ذلك. وأودعوا سجن «سيكوت» المخصص لقضايا الإرهاب في آذار/مارس.
وتحوّل هؤلاء الذين عرضت صورهم جاثين ومكبّلي الأيدي وحليقي الرؤوس، رمزاً للحملة الصارمة التي شنّتها إدارة ترامب على المهاجرين، والتي أثارت موجة احتجاجات في الولايات المتحدة. وبعد أشهر من التجاذبات القانونية والسياسية، وصل المفرج عنهم إلى مطار قرب كراكاس مساء الجمعة.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو، أن فنزويلا أفرجت عن 10 أمريكيين، إضافة إلى «سجناء سياسيين» في إطار الصفقة. وقال روبيو في بيان: «كل أمريكي محتجز ظلماً في فنزويلا أصبح الآن حراً وعاد إلى وطننا»، مضيفاً أن وزارته ورئيس السلفادور نجيب بوكيلة أسهما في إبرام الاتفاق الذي شهد أيضاً إطلاق كراكاس عدداً غير محدد من «السجناء والمعتقلين السياسيين الفنزويليين».
وأكد بوكيلة عبر منصات التواصل الاجتماعي: «اليوم، سلّمنا كل الفنزويليين المحتجزين في بلادنا».
واستُقبل الفنزويليون المفرج عنهم باحتفالات مؤثرة من قبل أفراد عائلاتهم الذين لم يتواصلوا معهم منذ أشهر.
وقال خوان يامارتي: «لا أجد الكلمات للتعبير عما أشعر به»، مضيفاً «شقيقي (مرفين) عاد… إلى فنزويلا».
وأعربت والدة مرفين لوكالة فرانس برس عن سعادتها بعودة ابنها، مضيفة: «لقد أعددت حفلة وأقوم بتحضير الحساء».
وكانت الولايات المتحدة رحّلت الموقوفين الفنزويليين استناداً إلى صلاحيات زمن الحرب. وتشتبه منظمات حقوقية سلفادورية في أن سبعة فقط من الـ252 كانت لديهم سجلات جنائية. وشكر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ترامب على «قراره تصحيح هذا الوضع غير الطبيعي».
سبعة أطفال
وفي الولايات المتحدة، أبدت عائلات سعادتها لإطلاق سراح أبنائها، علماً بأن أحدهم بقي خلف القضبان لزهاء عام. وقالت منظمة «غلوبال ريتش» غير الحكومية المعنية بشؤون الأمريكيين المحتجزين بشكل غير قانوني، إن من بين المفرج عنهم لوكاس هانتر (37 عاماً)، مشيرة إلى أن حرس الحدود الفنزويليين «خطفوه» أثناء تمضيته إجازة في كولومبيا في كانون الثاني/يناير. وقالت الأوروغواي إن أحد مواطنيها، وهو مقيم في الولايات المتحدة، كان من ضمن المفرج عنهم بعدما أمضى تسعة شهور في السجن في فنزويلا.
وفي وقت سابق الجمعة، وصلت طائرة إلى مطار مايكيتيا الفنزويلي الجمعة آتية من هيوستن تحمل 244 فنزويلياً مرحّلين من الولايات المتحدة، إضافة إلى سبعة أطفال، وهم من ضمن 30 طفلاً تقول كراكاس إنهم بقوا في البلاد بعدما قامت السلطات بترحيل ذويهم. وتشكّل مكافحة الهجرة إحدى السياسات الرئيسية لإدارة ترامب التي كثّفت عمليات الدهم والتوقيف والترحيل. واتفقت واشنطن مع كراكاس على إعادة الفنزويليين الذين لا يحملون مستندات قانونية إلى بلادهم. وتصل رحلات بشكل شبه يومي إلى فنزويلا آتية من المكسيك حيث يبقى هؤلاء بعد منعهم من عبور الحدود إلى الولايات المتحدة.
وبحسب البيانات الرسمية، تمّ ترحيل أكثر من 8200 شخص بينهم نحو ألف طفل، من الولايات المتحدة والمكسيك إلى فنزويلا منذ شباط/فبراير. ولم تسمح سلطات السلفادور للموقوفين الفنزويليين لديها بإجراء اتصالات هاتفية مع أقاربهم أو استقبال زوار. ولم تلق صدى طلبات عائلاتهم الحصول على إثباتات أنهم ما زالوا أحياء.
وبنى بوكيلة سجن «سيكوت»، حيث كان الفنزويليون موقوفين، في إطار حربه على العصابات الإجرامية. وقد وافق على الحصول على ملايين الدولارات من الولايات المتحدة لاستقبال المرحّلين. ونددت منظمات حقوقية غير حكومية باحتجاز هؤلاء، معتبرة أنه يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان.