التحدي والإنفصال | صحيفة الخليج

د. مايا الهواري
العناد هو تمسّك الشّخص بكلامه، سواء أكان هذا الكلام صحيحاً أم خاطئاً، وأن يفعل ما يقرّره دون الرّجوع لأهل الخبرة واتّباع نصائحهم، وهنا يترتّب على ذلك العديد من الآثار السّلبيّة الكبيرة، ليس على الشّخص ذاته، إنّما على من حوله، أسرته وأصدقائه وعمله،… إلخ.
وقد يكون العناد بين الأولاد، والأزواج، وما أصعبه من عناد حينها، فهو أخطر الأنواع لما يترتّب عليه من مشاكل، فعناد أحد الزّوجين على أمر معين دون الوصول لحلّ مناسب أمر خطِر جدّاً، إذ تعود عواقبه على الأولاد بشكل سلبيّ، وهم أكثر الأشخاص المتأثّرين سلبيّاً من ذلك، إذ يصل العناد للطّلاق والانفصال بين الزّوجين. والعناد يشمل كلّاً من الرّجل والمرأة، إذ يتمسّك كلّ منهما برأيه ولا يتراجع عن قراره رغم الحوار البنّاء الّذي يُقام لحلّ أيّ خلاف يقع، مع علم الشّخص أنّ هناك بدائل عدّة للقرار المتّخذ وأفضل منه للطّرفين أو الأطراف، إلّا أنّ العناد الّذي يتملّك الشّخص يحول دون اتّخاذ القرار الصّائب.
يعتقد بعضهم أنّ العناد يبرز قوّة شخصيّة المرء ويحقّق له مكانة بين الآخرين، ولكنّ العكس هو الصّحيح، فالعناد بعيد كلّ البعد عن الإيجابيّة، فامتلاك الشّخص للذّكاء العاطفيّ يساعده على التّخلّص من هذه الصّفة غير المحبّبة، واستبدالها بالحوار والتّعاون للوصول لأفضل النّتائج.
نستنتج ممّا سبق أنّ العناد صفة لا يفضّلها الكثيرون، كما أنّها صفة تنتقل من الكبير للصّغير بالتّقليد، ما يحوّل الأسرة والمجتمع لأشخاص مقلّدين بعيدين كلّ البعد عن الحوار البنّاء السّليم، وأنّ العناد سبب رئيسيّ لبعض حالات الطّلاق الّتي تحصل، وبالتّالي دمار الأسرة، ولذلك يجب الابتعاد عنه واستبداله بما هو أفضل.