«عوالم شعرية جديدة في أفقها المتسع» – أشعار علي أبو الريش (1) | يوسف أبو لوز

«عوالم شعرية جديدة في أفقها المتسع» – أشعار علي أبو الريش (1) | يوسف أبو لوز

هدية غالية تلك التي أرسلها لي الصديق الروائي علي أبو الريش، الكاتب الغزير المنقطع للقلم والورق والحبر كأنما يعيش زمن الكتابة بكل ما فيه من قوّة قلب وروح وأعصاب.
أحدث ما خطّه قلم علي هذا الكتاب العزيز والغالي على قلب كل من يقرأ شعر الكبار من الرجال النبلاء فرسان اللغة وسادة الكلمة الطيّبة، وجاء تحت عنوان «زايد عوالم شعرية سقفها المدى.. ثلاثية الحب والنخلة والصحراء» الذي صدر عن دار «نبطي للشعر» 2025 في ثلاثة أجزاء تقوم على حوالي 900 صفحة من القطع الكبير.
يقرأ علي أبو الريش في هذه الثلاثية الأدبية الإبداعية أخلاقيات وبلاغة وقيم شعر الشيخ زايد، ويحيط بمفاهيم فكرية، وظواهر إنسانية عديدة يقوم عليها أدب رجل قال الشعر وكتبه بالفطرة والبساطة والعمق الأصيل وتعكس معاً ثقافة الشعر ومكانته في بيئة المئات من الشعراء المطبوعين على الجمال والذوق الأدبي الرفيع.
الزمن، الجمال، التأمل في الطبيعة، المرأة، السلام، العادات، الذائقة، الحب، الوطن، المشاكاة، الصحراء، الحياة، الحنان، الوصف، العدل، الشباب، الحنين، تلك هي المحاور التي اشتغل عليها فكر علي أبو الريش بثقافته الأدبية الجمالية، والفلسفية، وقبل ذلك، بروحه الصافية المتماهية أصلاً مع روح الشعر العظيم الصادر عن قلوب شعراء كبار.
بدأت بقراءة الجزء الأول من هذه الثلاثية الأدبية الجديدة في الثقافة الإماراتية، وسوف أتوقف عند بداية المقدّمة التي وضعها أبو الريش، يقول«اختار المغفور له الشيخ زايد الشعر لأنه سرّ الوجود، لأنه النعيم الذي تنغمس فيه الروح لتصبح فراشة تشتم عطر الوردة، وتنظر إلى لونها، فيزهر ضميرها ببريق البهجة ورونق العفوية، ومهارة التألق، وبراعة الولوج في العالم بأجنحة الفرح».
بداية تمهيدية تقول إن شعر الشيخ زايد هو شعر الحياة وثقافة الحياة، الثقافة الإنسانية التي تقوم على التفاؤل، والتسامح، والفرح، والعفو، والنبل، وهي دائماً أخلاقيات الشعراء الفرسان، أولئك الذين يمتلكون فراسة استثنائية في قراءة واقعهم وبيئاتهم الاجتماعية والإنسانية.
يقول علي أبو الريش:«زرع الشيخ زايد، رحمه الله، الحب في قلب القصيدة، كما زرع الشجرة في ضمير الصحراء، فَنَمت الشجرة، وترعرعت، وصارت جناناً خضراء، ونما الحب، وأصبح قلباً كبيراً يضم مشاعر الوطن».
الشعر يعلم الحب، ويعلم العطاء، ويعلم الخلق والنبل ورجولية المرء.. هكذا هو جوهر شعر الشيخ زايد، وتلك قيمه المتجدّدة، والممتدة في الزمان والمكان.
الشعر أيضاً هو الفصاحة والبلاغة، وهما عنصران أساسيان في شعر الشيخ زايد، الشعر النبطي الأصيل المكتوب بلسان عربي فصيح، لسان المعنى ولسان المبنى اللذين يذهب إليهما علي أبو الريش، ويستقطر منهما أفكاره التي تدور في إطار ثلاثي عام: الحب، النخلة، الصحراء.
الشعر حكمة، تصبح مُضاعَفَة في قيمتها المعرفية حين تصدرعن حكيم يجمع بين الفصاحة والبلاغة. يقول علي أبو الريش:«الشيخ زايد الحاكم، والشاعر، وما بين الاثنين القاسم المشترك الواحد وهو حكمة الشعر، وبلاغة الحكم». يتبع غداً.
[email protected]