إسرائيل تستأنف خطة استيطانية لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها

إسرائيل تستأنف خطة استيطانية لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها

أعادت إسرائيل إحياء مخطط استيطاني، بعد تجميد دام سنوات، في المنطقة الواقعة شرقي القدس، يشمل بناء آلاف الوحدات، ويفصل فعلياً شمال الضفة عن جنوبها، في وقت أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» والجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، اغتيال 10 من أفراد حركة «حماس»، كانوا قد أُبعدوا إلى غزة ضمن صفقة تبادل الأسرى «شاليط» عام 2011، وذلك في غارات جوية إسرائيلية استهدفتهم الأسبوع الماضي في قطاع غزة، في حين أعلنت مؤسسات الأسرى أن إسرائيل اعتقلت 3850 فلسطينياً في الضفة الغربية خلال النصف الأول 2025.

وقررت السلطات الإسرائيلية استئناف الدفع بالمخطط الاستيطاني في منطقة E1 الواقعة شرقي القدس، والذي من شأنه فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2021، بحسب ما جاء في تقرير صدر عن صحيفة «هآرتس»، أمس الاثنين. وذكر التقرير أن المجلس الأعلى للتخطيط فيما يسمى «الإدارة المدنية» – الجسم الذي خلف الحكم العسكري الإسرائيلي ويتبع لوزارة الأمن – سيبحث في السادس من أغسطس/آب المقبل اعتراضات مقدّمة ضد المشروع، في جلسة تُختتم بها مرحلة الاعتراضات الرسمية. وتتضمن الخطط في منطقة E1 إقامة 3412 وحدة استيطانية جديدة، موزعة على برنامجين منفصلين. وكانت هذه المشاريع قد طُرحت سابقاً بشكل بطيء على مدار السنوات الماضية، بسبب ضغوط دولية، لا سيما من الولايات المتحدة، على خلفية القلق من تقويض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقبلاً. وتمتد منطقة E1 على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً، وتُعد جزءاً من النفوذ البلدي لمستوطنة «معاليه أدوميم»، وتقع إلى الشمال والغرب منها. ورغم أن الخطط طُرحت في عهد حكومة رابين، فقد جُمّدت منذ عام 2005 لدواعٍ سياسية. واعتبر وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أنه «بهذه الطريقة نقضي فعلياً على الدولة الفلسطينية».

من جهة أخرى، ادعى الشاباك أن من بين الضحايا مسؤولين عن عمليات قتل إسرائيليين. كما ادعى الشاباك أن معظم الضحايا كانوا أعضاءً في ما يسمى «مقر حماس بالضفة الغربية»، وهي وحدة متخصصة في تجنيد المقاتلين وتطوير الهجمات ضد إسرائيل من داخل الضفة الغربية أو انطلاقاً منها. ومن بين الضحايا رياض عسيلة وبسام أبو سنينة من القدس، المتهمان بقتل المستوطن حاييم كرمان في عملية طعن بالقدس عام 1998. وكانا قد أُبعدا إلى غزة في صفقة عام 2011، التي أفرجت فيها إسرائيل عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. وأشار الشاباك إلى أن عسيلة كان عضواً في مقر حماس بالضفة الغربية، وتحديداً في تجنيد مقاتلين من القدس الشرقية. كما قتل في الغارة محمود أبو سرية من جنين، الذي اتهمه الشاباك بقتل الجندي الإسرائيلي إيهود (عودي) تال في عملية طعن في منشأة الإدارة المدنية في دوتان بالضفة الغربية عام 1996. وزعم الشاباك إن سبعة آخرين من أعضاء مقر حماس بالضفة الغربية قتلوا في الغارة.

في غضون ذلك، قالت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، أمس الاثنين، إن سلطات تل أبيب نفذت 3850 حالة اعتقال في الضفة، بما فيها القدس خلال النصف الأول من العام الجاري، بينهم 400 طفل، و125 سيدة. (وكالات)