الراحة أولاً: تأثير تأجير السيارات على تجربة السياح في الإمارات

صرح أنوديپ راغوثامان، رئيس قسم المبيعات والتسويق – شركة “دولار” لتأجير السيارات بأنه من المتوقّع أن تُدرّ السياحة في دولة الإمارات عائدات تصل إلى 228.5 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2025، وهو ما يعزّز مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم. وأضاف: “بفضل أفقها العمراني المميز، ومغامراتها الصحراوية، وزخم الفعاليات العالمية المقامة على مدار العام، تقدّم الإمارات تجربة لا تضاهيها سوى قلة من الوجهات. كما تتمتع ببنية تحتية متقدمة لوسائل النقل العام، ولا سيما في مدن كدبي وأبوظبي، حيث تعمل خطوط المترو والحافلات وسيارات الأجرة بانسيابية عالية”.
ما بعد حدود المدن: الوصول إلى أعماق التجربة الإماراتية
رغم ما توفّره المدن الكبرى من وسائل نقل عام فعالة، فإن العديد من المعالم البارزة في الإمارات تقع خارج النطاق الحضري. فزيارة مسارات الجبال في حتّا، أو شواطئ الفجيرة، أو الكثبان الرملية الحمراء في البداير يتطلب تنقّلاً مطوّلاً يشمل تغييرات متعدّدة بالحافلات. بالنسبة للزوّار أصحاب البرامج المكثفة، أو المجموعات السياحية، يمثّل استئجار سيارة خياراً عملياً يمنحهم حرية الوصول المباشر إلى مجموعة أوسع من التجارب.
التحكّم في النفقات دون التضحية بالجودة
لا شكّ أن الجانب المالي يلعب دوراً حاسماً في قرارات السفر. فعلى الرغم من أن خدمات سيارات الأجرة والتطبيقات مثل “أوبر” و”كريم” توفّر راحة كبيرة، فإن تكلفة التنقّل بها عدة مرات يومياً يمكن أن تتراكم سريعاً. فعلى سبيل المثال، تتراوح تكلفة الرحلة الواحدة بسيارة أجرة في الإمارات بين 30 و40 درهم. وإذا ما قام الزائر بثلاث أو أربع رحلات يومياً، فقد تتجاوز النفقات الأسبوعية حدود 800 إلى 1000 درهم. في المقابل، تبدأ أسعار استئجار السيارات الاقتصادية من نحو 90 درهم في اليوم، بينما يمكن استئجار سيارة رياضية متعددة الاستخدامات (SUV) مقابل 450 إلى 550 درهم أسبوعياً.
الرقمنة تقود قطاع التأجير إلى المستقبل
من أبرز عوامل ازدهار سوق تأجير السيارات لدى السيّاح اليوم هو سهولة العملية الرقمية التي باتت توفرها الشركات. فقد تلاشت الأساليب الورقية المعقّدة لتحل محلها تطبيقات ذكية تتيح الحجز، واستلام المركبة، وتسليمها بطريقة سلسة وسريعة.
الطلب يعكس إيقاع المواسم السياحية
تشهد خدمات التأجير ارتفاعاً ملحوظاً خلال ذروة الموسم السياحي بين شهري أكتوبر ومارس، حين تستقطب الأجواء المعتدلة في الإمارات أعداداً كبيرة من السيّاح الدوليين. كما يتزامن هذا الموسم مع فعاليات كبرى ومعارض ومهرجانات تسوّق، تزيد من حركة التنقّل بين المدن والإمارات.
حرية التنقّل تصنع تجربة سياحية أكثر تكاملاً
في بلد يجمع بين كفاءة الحواضر وجمال الطبيعة، تمثّل السيارات المؤجّرة الجسر الذي يصل بين الراحة وروح الاستكشاف. فلم يعد السيّاح يختارون التأجير بحثاً عن التوفير فقط، بل ينظرون إليه كوسيلة تعمّق تجربتهم وتعزّزها.