فيروس شيكونغونيا يمثل خطرًا على الملايين.. كيف أصبح البعوض مصدرًا للذعر في الصين؟

فيروس شيكونغونيا يمثل خطرًا على الملايين.. كيف أصبح البعوض مصدرًا للذعر في الصين؟

في ظل موسم الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في جنوب الصين، عاد فيروس شيكونجونيا إلى الواجهة بقوة، مسجّلًا أكثر من 7,000 إصابة مؤكدة حتى بداية أغسطس 2025، في أكبر تفشٍ للمرض تشهده البلاد منذ عام 2008.

ونستعرض خلال التقرير التالي كل ما يجب معرفته حول فيروس شيكونجونيا، انتشاره، وأبرز سبل الوقاية منه.

فيروس شيكونجونيا ينقله البعوض

ما هو فيروس شيكونجونيا؟

فيروس شيكونجونيا هو عدوى فيروسية ينقلها البعوض، وتحديدًا نوعي Aedes aegypti وAedes albopictus، وهما نفس الناقلين لفيروس زيكا وحمى الضنك.

الاسم “شيكونجونيا” مأخوذ من لغة محلية إفريقية، ويعني “المنحني” بسبب وضعية الجسم التي يتخذها المريض نتيجة آلام المفاصل الحادة.

أبرز أعراضه 

حمى مرتفعة مفاجئة
آلام شديدة في المفاصل قد تستمر لأسابيع أو شهور
طفح جلدي وصداع
تورم المفاصل
ألم في العضلات

مدة الحضانة تتراوح من يومين إلى 14 يومًا، فيما تستمر الأعراض الحادة عادة لمدة أسبوع، ومع ذلك، يعاني بعض المرضى من آلام مزمنة تطول لعدة أشهر.

لا يوجد علاج نوعي حتى الآن، ويقتصر التعامل مع المرض على علاج الأعراض فقط.

أين ظهر التفشي الأخير؟

بدأت الحالات في الظهور أواخر يونيو 2025، في مدينة فوشان التابعة لمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين.

بحلول 6 أغسطس 2025، تجاوزت الإصابات المؤكدة 7,000 حالة، مع تقديرات غير رسمية تشير إلى أكثر من 8,000 حالة خلال شهر واحد، في أكبر تفشي للفيروس بالصين منذ 17 عامًا.

هل يمثّل خطرًا صحيًا كبيرًا؟

رغم الانتشار السريع، إلا أن معدل الوفيات منخفض جدًا، ويُقدّر بحالة وفاة واحدة لكل 1,000 إصابة.

لكن الخطورة تكمن في المضاعفات عند الفئات الأكثر هشاشة:

حديثو الولادة

كبار السن

الحوامل

مرضى السكري والقلب والمناعة الضعيفة

وفي حين لا يتسبب الفيروس عادة بالوفاة، إلا أنه قد يؤدي إلى إعاقات مؤقتة نتيجة آلام المفاصل الشديدة.

كيف استجابت السلطات الصينية؟

في مواجهة التفشي، أعلنت السلطات الصينية حالة طوارئ صحية من المستوى الثالث في مدينة فوشان، وبدأت بعدة إجراءات حازمة منها:

فحوصات جماعية مجانية للكشف المبكر عن الإصابات
عزل المرضى في المستشفيات تحت ناموسيات
رش واسع للمبيدات في المناطق المتضررة
مكافحة تجمعات المياه الراكدة
استخدام طائرات مسيرة لرصد أماكن توالد البعوض
فرض غرامات على من لا يتعاون في الإجراءات الوقائية

هل تغيّر المناخ ساهم في انتشاره؟

بالفعل تزامن انتشار الفيروس مع موسم الأمطار الموسمية، ما أدى إلى تراكم المياه الراكدة وهي بيئة المثالية لتكاثر البعوض.

منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الصينية أكدتا أن تغيّر المناخ يسهم في تمدد نطاق انتشار أمراض البعوض إلى مناطق جديدة.

هل هناك خطر من انتقاله عالميًا؟

نعم. تم تسجيل أول حالة وافدة في هونغ كونغ قادمة من فوشان، ما دفع مركز السيطرة على الأمراض الأميركي (CDC) لإصدار تحذير سفر من المستوى الثاني، داعيًا المسافرين إلى اتخاذ احتياطات إضافية عند زيارة مقاطعة قوانغدونغ.

حتى أغسطس 2025، تجاوز عدد الحالات عالميًا 240,000 إصابة و90 وفاة، خاصة في كينيا، مدغشقر، بوليفيا، الهند، والصين.

هل يوجد لقاح أو علاج فعال؟

لا يوجد حتى الآن علاج مباشر للفيروس.

التعامل يكون من خلال الراحة، شرب السوائل، وتناول الباراسيتامول لتسكين الألم، ويُمنع استخدام الإيبوبروفين أو الأسبرين لتجنب مخاطر النزيف.

نصائح وقائية للسكان والمسافرين

للمقيمين في المناطق الموبوءة

ارتداء ملابس تغطي كامل الجسم
استخدام طارد البعوض
تركيب شبكات على النوافذ
تفريغ أي أوعية بها مياه راكدة
النوم تحت ناموسية

للمسافرين إلى جنوب الصين

الالتزام بتحذيرات CDC
تجنب مناطق تجمع المياه والنفايات
المتابعة الدورية للأخبار الصحية الرسمية

ختامًا، فيروس شيكونجونيا ليس مميتًا في الغالب، لكنه مرض مرهق، وتفشيه الحالي في الصين يشير إلى أهمية الجاهزية الصحية العالمية، لا سيما مع تغيّر المناخ الذي يغيّر خريطة الأمراض المنقولة بالبعوض حول العالم.

اقرأ أيضا: هل نشهد جائحة جديدة؟، فيروس غامض يحصد أكثر من 50 روحا بعد تناول الخفافيش بالكونغو الديمقراطية