طارق العوضي يكتب لـ«الحرية»: عندما يتحول الخنجر إلى أداة في يد الإخوان والمكائد تُنسج في الظلام!

طارق العوضي يكتب لـ«الحرية»: عندما يتحول الخنجر إلى أداة في يد الإخوان والمكائد تُنسج في الظلام!

بينما تتساقط القنابل الإسرائيلية على غزة، وتُروى الأرض بدماء الأبرياء، ويتحد الشارع العربي في دعم صمود الشعب الفلسطيني، يخرج علينا فريق آخر، يرتدي قناع النضال ويخفي خنجر الخيانة خلف ظهره.

جماعة الإخوان، التي لم يعرف عنها تاريخيًا سوى المتاجرة بالقضايا، تحاول اليوم – كما اعتادت – الركوب على المأساة، لا دعماً لفلسطين، بل استغلالاً لجرحها لتمرير أجندات لا تمت للمقاومة بصلة. مشاهد التحريض، ومحاولات زعزعة الاستقرار، والدعوات لمحاصرة السفارات المصرية، ليست دعوات دعم لغزة كما يروجون، بل أدوات خبيثة لتوجيه الطعنات إلى الداخل المصري في لحظة مفصلية، يحتاج فيها الوطن إلى التماسك لا التمزق.

هل يصدق عاقل أن جماعة تستهدف الجيش الذي يحمي حدود فلسطين، وتبث الأكاذيب لشيطنة الدولة التي كانت وستظل الداعم الأصيل للقضية الفلسطينية، يمكن أن تكون ناصرة لغزة؟!

إن ما تقدمه الجماعة هذه الأيام للعدو الإسرائيلي من خدمات إعلامية ونفسية وأمنية لا يمكن أن يكون مجانيًا.

هذه خدمات مدفوعة الأجر، تُنفذ عبر منصات مأجورة، وتحمل توقيع من لا يريد لمصر أن تبقى واقفة، ولا لفلسطين أن تحرر.

وما يزيد المشهد وضوحًا وخطورة هو هذا التماهي المكشوف بين ماكينة إعلامية ممولة من الخارج – ونعرف جميعًا مصادر تمويلها – وبين التنظيم الدولي للإخوان، الذي بات يعمل كذراع وظيفي داخل مشروع يستهدف الدول الوطنية، ويفكك المجتمعات العربية باسم الثورة، وهو في الحقيقة مشروع تفتيت وهدم…

قنوات تُبث من عواصم مشبوهة، تتحدث بلسان عربي وبأجندة عبرية، تحرض على مصر ليل نهار، وتستثمر في كل أزمة، وتُضخم كل شائعة، وتُخفي الحقائق، وتُجمّل الإرهابيين، هل هذه مقاومة أم خيانة ببدلة إعلامية؟

لا علاقة لكل ذلك باختلاف مع السلطة كما يزعمون.

لكن ما يجري اليوم هو عدوان على الوطن ذاته، وخيانة مكشوفة لقضاياه ومصالحه.

الإخوان الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة على العدو، والذين رفعوا السلاح في وجه أبناء وطنهم، لا يمكن أن يُؤتمنوا على قضية بحجم فلسطين.

لقد فشلوا حين حكموا، وتمادوا حين سقطوا، وأثبتوا اليوم أنهم لا يملكون مشروعًا إلا الهدم، ولا قضية إلا الخراب.

نقول لهم من قلب هذا الوطن:

خاب مسعاكم… فمصر باقية، وأنتم الزائلون.

مصر تعرف عدوها جيدًا، ولن تنخدع بزيف بطولتكم الوهمية ولا دموعكم المصطنعة على غزة.

وستبقى فلسطين في قلب مصر، رغم أنف من يبيعها باسم الدين ويخونها باسم النضال.