أحمد فهمي يفتح صندوق أسرار مشاريعه المقبلة.. شراكة مميزة مع أحمد السقا ومسلسل يخلق جدلاً واسعاً

ارتبط إسم أحمد فهمي، دائمًا بالكوميديا الذكية والأدوار التي تجمع بين الكوميدية والدرامية. لكنه مؤخرًا قرر أن يُغيّر قواعد اللعبة، ويقتحم مناطق فنية أكثر تنوعًا وجرأة، واضعًا لنفسه خارطة جديدة في مسيرته، تبدأ من فيلم “أحمد وأحمد”، ولا تنتهي عند حدود مسلسل “ابن النادي” الذي أثار الكثير من الجدل بسبب اسمه.
وفي هذا التقرير الصحفي نرصد أبرز تصريحات أحمد فهمي في لقائه مع الإعلامي عمرو أديب، وكواليس أعماله الفنية القادمة، مع تحليل دقيق لأبعاد تحوّله الفني، وسط تساؤلات الجمهور والنقاد عن خطواته التالية، ومدى تأثيرها على شعبيته.
أحمد فهمي وأحمد السقا.. عندما تلتقي الكوميديا بالأكشن
جاء فيلم “أحمد وأحمد”، الذي عُرض مؤخرًا في دور السينما، ليمثل تجربة مختلفة تجمع بين أحمد فهمي والنجم أحمد السقا.
الفيلم ينتمي لنوعية الأكشن الكوميدي، ويدور حول شخصية معقدة يعاني صاحبها من فقدان الذاكرة، ليكتشف لاحقًا أنه ليس مجرد معلم كيمياء كما يعتقد من حوله، بل شخص متورط في عمليات نصب واحتيال خطيرة.
يشارك في بطولة الفيلم كوكبة من النجوم، على رأسهم محمد لطفي، رشدي الشامي، جيهان الشماشرجي، وحاتم صلاح، إضافة إلى ظهور خاص من الفنانة غادة عبدالرازق وعدد من ضيوف الشرف، فيما أخرج العمل أحمد نادر جلال، وساهم في كتابته أحمد درويش ومحمد سامي عبدالله.
وتعليقًا على الفيلم، قال أحمد فهمي: “أنا حبيت أشتغل على حاجة مختلفة عن اللي اتعود الجمهور يشوفني فيها، العمل ده كان تحدي بالنسبة لي، خصوصًا إن التركيبة فيها أكشن وساسبينس وكوميديا في نفس الوقت”.
مسلسل “ابن النادي”.. جدل الاسم وتوضيح الحقائق
من أكثر الأعمال التي أثارت الجدل مؤخراً هو مسلسل “ابن النادي”، الذي يصوره حاليًا الفنان أحمد فهمي. فبمجرد الإعلان عن الاسم، ربط كثيرون بين المسلسل ولاعب الكرة الشهير رمضان صبحي، نظرًا للعبارة التي طالما ارتبطت به “ابن النادي”، عندما انتقل من الأهلي إلى بيراميدز، في خطوة أثارت ضجة جماهيرية واسعة وقتها.
لكن أحمد فهمي حسم الأمر سريعًا خلال لقائه ببرنامج “الحكاية” مع الإعلامي عمرو أديب، قائلاً:
“المسلسل لا علاقة له برمضان صبحي، ولا بالنادي الأهلي، ولا الزمالك. هو عن نادي افتراضي تمامًا، والفكرة إننا بنحكي قصة إنسانية واجتماعية في سياق درامي مختلف”.
وجاء تعليق عمرو أديب ممازحًا: “هو مش عن زيزو بقى؟”، ليرد فهمي ضاحكًا: “متتكلمش.. ابننا بقى”، في إشارة إلى طبيعة العلاقة الساخرة بينهما وحرصه على نفي أي صلة بين العمل وأي شخصية رياضية حقيقية.
مشروع فني مع أحمد السقا.. حلم قديم يتحقق
من المفاجآت التي كشف عنها أحمد فهمي خلال اللقاء، تعاونه مع الفنان أحمد السقا في مشروع جديد، ليس كممثل فقط، بل كمؤلف وسيناريست أيضًا.
وقال فهمي: “فيه مشروع مع أحمد السقا هكون فيه كاتب سيناريو، والحقيقة دي خطوة أنا محمس ليها جدًا، وعايز أقدم فيها حاجة تليق باللي اتعود عليه الجمهور مننا”.
وهذا التصريح يعكس توجه فهمي نحو مناطق جديدة في الإبداع الفني، حيث قرر ألا يكتفي بالتمثيل فقط، بل يسعى لصناعة مشروع يحمل بصمته بالكامل، بداية من الكتابة وحتى الأداء، وهو ما يشير إلى نضج فني وتخطيط طويل المدى لبناء هوية خاصة.
أحمد فهمي بين السينما والدراما.. تحول استراتيجي
ينتمي أحمد فهمي لجيل من الفنانين الذين بدأوا مسيرتهم في إطار كوميدي صرف، لكنه لم يظل حبيس هذا القالب.
فبعد نجاحات متكررة في أعمال مثل “ريح المدام”، “الواد سيد الشحات”، و”الفرنجة”، بدأ فهمي يبتعد تدريجيًا عن النمطية، ويدخل إلى تجارب أكثر تعقيدًا، وإن كانت لا تزال تحتفظ ببصمته الساخرة الذكية.
ويبدو أن هذا التحول لم يكن وليد اللحظة، بل هو جزء من خطة محكمة يضعها الفنان لنفسه، مستغلًا شعبيته الواسعة وبراعته في بناء الشخصيات الساخرة والدرامية في آنٍ واحد.
جمهور السوشيال ميديا.. تفاعل لافت وأسئلة مشروعة
لم تمر تصريحات أحمد فهمي دون رد فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المتابعين عن حماسهم لمسلسل “ابن النادي”، لا سيما بعد تأكيد أنه لا يحمل إسقاطًا رياضيًا أو سياسيًا.
بينما ركّز آخرون على فكرة تعاونه مع أحمد السقا، وتساءلوا عن طبيعة المشروع الجديد الذي يجمع اثنين من أكثر الفنانين شعبية وتأثيرًا في السينما المصرية الحديثة.
ختامًا.. أحمد فهمي في مرحلة النضج الفني
من خلال تصريحاته الأخيرة وتحركاته الفنية، يبدو واضحًا أن أحمد فهمي يعيش مرحلة جديدة من مسيرته، يسعى فيها لتوسيع آفاقه كمبدع لا يكتفي فقط بالأداء التمثيلي، بل يتحدى نفسه في الكتابة وصياغة الحكاية من جذورها.
وبين فيلم يخلط الواقع بالخيال، ومسلسل يستفز فضول الجمهور، ومشروع واعد مع نجم بحجم أحمد السقا، يبدو أن أحمد فهمي في طريقه لترسيخ مكانته كفنان شامل، قادر على صناعة المفاجأة دون أن يفقد روحه الساخرة التي أحبها الجمهور.