إسرائيل تتلف وتخفي المساعدات.. اعترافات عسكرية تكشف انتهاكات الاحتلال في غزة

في الوقت الذي يواجه فيه سكان غزة مجاعة تاريخية ونقصًا كارثيًا في الأدوية والمياه، تتصاعد التقارير والاعترافات التي تكشف عن جرائم غير مسبوقة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الإنسانية، ليس فقط عبر القصف والتجويع، بل أيضًا عبر تدمير المساعدات الإنسانية عمدًا ودفنها في الأرض، بالتوازي مع حملة تضليل إعلامية منظمة لتزييف الحقائق أمام المجتمع الدولي.
إحراق 1000 شاحنة مساعدات عند معبر كرم أبو سالم
في واحدة من أكبر الفضائح الموثقة، نقلت صحفية إسرائيلية عبر شاشة هيئة البث العامة KAN عن جندي إسرائيلي تحوّل إلى مُبلّغ (Whistleblower) اعترافًا صادمًا، يؤكد فيه أن جيش الاحتلال أحرق أكثر من 1000 شاحنة مساعدات إنسانية كانت متوقفة عند معبر كرم أبو سالم منذ شهور.الشاحنات كانت تحوي أطنانًا من الغذاء، والمياه، والأدوية، ومواد الإغاثة، لكن تم تركها لتتعفن في الشمس، قبل أن تُحرق بالكامل ثم تُدفن بقاياها في حفر ضخمة. تم كل ذلك في منطقة مغلقة بالكامل أمام الإعلام والكاميرات، في محاولة لإخفاء الأدلة ومنع توثيق الجريمة.هذه الشهادات تتقاطع مع ما ذكرته تقارير من منظمات إغاثية، أكدت وجود تكدس هائل للمساعدات عند المعابر دون السماح بإدخالها للقطاع، رغم المجاعة.
The Atlantic: إدارة ترامب أمرت بحرق 500 طن مساعدات طوارئ
في تقرير منفصل، نشرت مجلة The Atlantic الأمريكية، أن إدارة ترامب أصدرت تعليمات خلال فترات سابقة بحرق 500 طن من المساعدات الإنسانية المخصصة للطوارئ، كانت كافية لإطعام أكثر من 1.5 مليون طفل لمدة أسبوع، مما يثير تساؤلات عميقة حول مدى التنسيق الدولي في خنق غزة.
الأمم المتحدة: الناس تأكل ورق الشجر.. و127 وفاة بسبب الجوع
رغم مزاعم إسرائيل بأنها تسمح بدخول المساعدات، تؤكد تقارير من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية، أن سكان غزة باتوا يأكلون ورق الأشجار وأعلاف الحيوانات، في ظل حصار خانق يمنع أي تدفق منظم للغذاء أو الدواء.بحسب بيان رسمي من وزارة الصحة في غزة، فإن 127 شخصًا قضوا نحبهم نتيجة الجوع في الشهور الأخيرة، بينهم 85 طفلًا، في ظل غياب تام لأي ممرات آمنة لتوزيع المساعدات.

أوامر بقتل من يقترب من شاحنات المساعدات
شهادات أخرى لجنود إسرائيليين نُشرت في الإعلام العبري، تؤكد وجود أوامر مباشرة بإطلاق النار على أي فلسطيني يقترب من المساعدات الموزعة، حتى في المناطق التي تم السماح فيها بدخول عدد محدود من الشاحنات.وتشير تقارير فلسطينية مستقلة إلى أن أكثر من 1000 شخص قُتلوا بالرصاص الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام خلال الأسابيع الأخيرة.
حملة دعائية مضادة لتشويه الأمم المتحدة وتحميلها المسؤولية
مع تفجر الأزمة إنسانيًا، أطلقت إسرائيل حملة إعلامية تستهدف تشويه صورة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، متهمة إياها بعدم الكفاءة في توزيع المساعدات، وذلك لتحويل الأنظار عن مسؤوليتها المباشرة في الحصار والتجويع والتصفية.

مفاوضات وقف إطلاق النار.. انسحاب أمريكي وكشف خداع
في تطور خطير، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من مفاوضات وقف إطلاق النار بحجة “رفض حماس التنازلات”. لكن المفاجأة جاءت من بشارة بحبح، مبعوث ترامب للمفاوضات، الذي خرج عبر قناة “العربية” ليؤكد أن حماس وافقت بالفعل على تسليم إدارة غزة لحكومة تكنوقراط مستقلة، تمهيدًا لتوحيد السلطة الفلسطينية.ورغم التوقيع الرسمي على البند، إلا أن إسرائيل حذفته من الاتفاق لاحقًا، ورفضت إنهاء الحرب، لتُبقي على حالة الفوضى، وفقًا لخطة واضحة لإفشال أي تسوية دائمة.
إبادة ممنهجة وتواطؤ دولي
تظهر الأدلة المتراكمة أن ما يجري في غزة يتجاوز حدود الصراع العسكري، إلى عملية إبادة ممنهجة تُنفذ بأدوات الجوع والتضليل وتدمير المساعدات. وتشارك في هذه الجرائم أطراف دولية عبر التواطؤ بالصمت أو التضليل أو حتى الأوامر المباشرة.وما يحدث ليس فقط كارثة إنسانية، بل نقطة سوداء في تاريخ البشرية المعاصرة، تستوجب تحركًا عالميًا فوريًا يتجاوز الإدانات إلى محاسبة قانونية ومقاطعة حقيقية للجهات المتورطة.