لغز الوفاة الغامض: موت الضحية الخامسة في عائلة ديرمواس بالمنيا

تطور مأساوي جديد بوقائع حالات وفاة أشقاء ديرمواس في المنيا، لفظت الطفلة الخامسة أنفاسها الأخيرة داخل مستشفى السموم، إثر إصابتها بأعراض مماثلة لتلك التي أودت بحياة أشقائها الأربعة.
وفاة الضحية الخامسة من حالات أسرة ديرمواس في المنيا
حكاية حالات الالتهاب السحائي بدأت باخطارا تلقته الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا من غرفة عمليات النجدة تضمن ورود بلاغا بوفاة 3 أشقاء وإصابة الرابع في إحدى قرى دير مواس جنوب المنيا في ظروف غامضة، وعلى الفور انتقلت أجهزة أمن المنيا لموقع الحادث.بالانتقال والفحص تبين لأجهزة أمن المنيا حول حادث حالات الالتهاب السحائي، وفاة طفل بالغ من العمر 11 عاما، ثم شقيقته 10 سنوات بعد ساعات من وفاته، ثم شقيقهما 7 سنوات بعدهما وأخيرا إصابة الشقيق الرابع الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعدهم بـ ساعات قليلة.ووفقا للتحريات والمعاينة وسؤال أسرة حالات الالتهاب السحائي أنهم عانوا من أعراض «سخونية شديدة بالجسد وغثيان ثم توهان في الوعي وأخيرا غيبوبة كاملة، وبعدها لفظوا أنفاسهم الأخيرة وتم استخراج تصاريح دفن لهم ثم دفنهم في مقابر العائلة بقرية دير مواس في المنيا.أيضا كشفت التحريات التي أجرتها أجهزة المنيا حول واقعة حالات الالتهاب السحائي أنه تم نقل شقيقين آخرين إلى قسم السموم في مستشفى المنيا العام لتحديد السبب الدقيق وراء وفاة أشقائهم، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وإخطار النيابة في المنيا.ومن جانبها أصدرت وزارة الصحة والسكان، بيانًا رسميًا بشأن حالات الإلتهاب السحائي، حرصًا منها على تعزيز الشفافية وإحاطة المواطنين بالمعلومات الدقيقة والموثقة علميًا حول مرض الالتهاب السحائي، وتجنبًا لتداول أي معلومات غير صحيحة أول مضللة.وأوضحت الوزارة في بيانها، أن الالتهاب السحائي هو مرض ينتج عن التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي (السحايا)، وقد يكون ناتجًا عن ميكروبات (بكتيريا، وفيروسات، وفطريات، أو طفيليات)، أو لأسباب غير ميكروبية مثل (الأورام، والأدوية، والعمليات الجراحية، أو الحوادث).ونوهت الوزارة إلى أن النوع البكتيري المعدي نجحت مصر في السيطرة عليه منذ عام 1989، حيث انخفض معدل الإصابة إلى 0.02 حالة لكل 100,000 نسمة، وذلك بفضل جهود الترصد والتطعيمات الوقائية، مؤكدة عدم رصد أي حالات وبائية من النمطين البكتيريين (A&C) بين طلاب المدارس منذ عام 2016، نتيجة استراتيجية التطعيمات الفعالة.وأشارت الوزارة إلى أن نظام الترصد الصحي المتكامل يعتمد على شقين أولهما الترصد الروتيني، والذي يتم من خلال متابعة البلاغات اليومية من جميع المنشآت الصحية، وتقديم الرعاية الفورية (تشخيص وعلاج) مع تسجيل النتائج إلكترونيًا، وتقديم الوقاية الكيميائية (مثل عقار الريفامبسين) للمخالطين لمدة 10 أيام، بينما يعتمد الشق الثاني وهو الترصد في المواقع المختارة، الذي يتم من خلال فحص عينات السائل النخاعي في 12 مستشفى حميات باستخدام تقنية PCR في المعامل المركزية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.وأكدت الوزارة توفير 6.5 مليون جرعة سنويًا من التطعيم الثنائي (A&C) لتلاميذ الصف الأول في جميع المراحل التعليمية ، كما توفر الوزارة 600,000 جرعة سنويًا، من التطعيم الرباعي للمسافرين إلى الدول الموبوءة أو لأداء الحج والعمرة، إلى جانب إدراج تطعيم الهيموفيلس إنفلونزا ضمن جدول التطعيمات عند عمر (2، 4، 6 أشهر) منذ فبراير 2014، بجانب تطعيم BCG للوقاية من الالتهاب السحائي الدرني.
وأكدت الوزارة أن ما يشاع عن وفاة 4 أشقاء في نفس التوقيت بسبب الالتهاب السحائي -عارٍ عن الصحة وغير موثق علميًا- بسبب عدم وجود دليل طبي يدعم حدوث الوفيات في توقيت واحد في الأمراض المعدية، وأنه يجب استبعاد الأسباب غير المعدية (مثل التسمم الغذائي أو الكيميائي) قبل تأكيد السببوأضافت الوزارة، أنه في حالات التفشي الأسري، تكون الوفيات متقاربة زمنيًا (ضمن أيام)، وليست متطابقة، وأن استجابة الأجسام للعدوى تختلف حسب العمر، المناعة، والعبء الفيروسي، مما يجعل الوفاة في توقيت واحد لـ4 أشقاء غير منطقية طبيًا.