هل يعتبر “مثبت السرعة” آمناً عند قطر المقطورة؟ إليك الإجابة الحاسمة.

القيادة لمسافات طويلة قد تكون مرهقة، خصوصاً عندما تتضمن سحب مقطورة أو حمولة ثقيلة. فالإجهاد لا يقتصر فقط على العضلات والعينين، بل يمتد إلى التركيز الذهني المستمر ومراقبة تغيرات الطريق، ما يزيد من احتمالية التشتت أو حتى الشعور بالنعاس. في ظل هذه الظروف، يبدو استخدام مثبت السرعة خياراً مغرياً لتخفيف العبء… لكن هل هو آمن فعلاً؟
ما هو مثبت السرعة؟ ولماذا يثير الجدل عند السحب؟
مثبت السرعة هو نظام يتيح للسيارة الحفاظ على سرعة ثابتة دون الحاجة إلى الضغط المستمر على دواسة الوقود. بدأت هذه التقنية منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، لكنها تطورت لاحقاً لتشمل نسخاً أكثر ذكاءً، مثل مثبت السرعة التكيفي، الذي يضبط السرعة تلقائياً حسب المسافة من السيارة الأمامية.
لكن عندما تدخل المقطورة أو الحمولة الثقيلة على الخط، تظهر التساؤلات: هل النظام قادر على التعامل مع الوزن الإضافي؟ هل يأخذ في الحسبان التغيّر في ديناميكية السيارة؟ ومتى يصبح استخدامه خطراً؟
الإجابة المختصرة: ممكن.. ولكن بشروط
من الناحية التقنية، يمكن استخدام مثبت السرعة عند سحب مقطورة. لكن القرار لا يعتمد على «الإمكان» بقدر ما يعتمد على «الملاءمة».
في السيارات القديمة أو تلك غير المزودة بأنظمة متقدمة، لا يستطيع النظام التمييز بين القيادة العادية وحالة السحب. هو ببساطة مصمم للحفاظ على السرعة، دون مراعاة لقوة الجر المطلوبة أو التغييرات في توزيع الوزن.
وهنا تكمن الخطورة، إذ يمكن أن يفشل النظام في التعامل مع منحدرات، أو عند الحاجة لتسارع مفاجئ، أو حتى عند تعرض الحمولة لتأثيرات الرياح الجانبية. في المقابل، يمكن استخدامه بشكل آمن في الطرق المستوية والمفتوحة فقط، مع بقاء السائق على استعداد للتدخل في أي لحظة.
عندما تصبح التقنية أذكى: أنظمة تستشعر المقطورة
بعض السيارات الحديثة أصبحت أكثر وعياً عند السحب. حيث تزود أنظمتها بمستشعرات أو برمجيات تستطيع التعرف على وجود مقطورة، إما عبر وصلة الجر الذكية أو من خلال توزيع العزم والكبح.
في هذه الحالات، قد يُعدل مثبت السرعة تلقائياً استجابته، ويضبط قوة الدفع أو سرعة التباطؤ، لتتناسب مع الحمولة. والنتيجة: قيادة أكثر اتزاناً وأماناً، وإن لم تكن خالية تماماً من الحاجة للانتباه المستمر.
سيارة شيفروليه مزودة بنظام Super Cruise المصدر: general motors
Super Cruise من جنرال موتورز: مستوى جديد من الراحة
من بين أبرز الابتكارات في هذا المجال، يبرز نظامSuper Cruise من جنرال موتورز. هذا النظام يوفر تجربة قيادة شبه ذاتية، حتى أثناء سحب المقطورات، ويجمع بين كاميرات عالية الدقة، ومستشعرات متعددة، وتقنية GPS مع خرائط ثلاثية الأبعاد.
لكن تجدر الإشارة إلى أن Super Cruise لا يتوفر على جميع الطرازات أو في كل الأسواق، كما أن تشغيله يتطلب شروطاً دقيقة مثل وجود خطوط طريق واضحة وبيئة مرورية مستقرة.
الفوائد المتوقعة عند استخدامه بحذر
تقليل الإجهاد: تخفيف الضغط النفسي والجسدي في الرحلات الطويلة.
ثبات السرعة: يساعد على استهلاك وقود أكثر كفاءة في ظروف مناسبة.
أنظمة متقدمة ترفع السلامة: مثل التكيف مع حركة المرور والتوقف التلقائي.
المخاطر: لا مجال للمجازفة في الطرق غير المناسبة
ضعف الاستجابة في المواقف المفاجئة، خصوصاً على المنحدرات أو الطرق الزلقة.
أنظمة تقليدية لا تتكيف مع الوزن الزائد، ما قد يؤدي لانزلاق أو فقدان السيطرة.
احتمالية حدوث خلل ميكانيكي في المقطورة قد يتفاقم عند ثبات السرعة.
الجانب الاقتصادي: توفير وقود.. ولكن ليس دائماً
عند القيادة بسرعة ثابتة، يمكن تحقيق توفير نسبي في استهلاك الوقود. لكن عند سحب حمولة ثقيلة، تزداد مقاومة الهواء ومعدل الاستهلاك، ما يحد من هذه الفائدة.
كما أن السيارات المزودة بأنظمة ذكية مثل Super Cruise، تأتي بتكاليف إضافية سواء في سعر السيارة الأساسي أو عبر اشتراكات برمجية سنوية.
الخلاصة: التكنولوجيا مفيدة.. لكن لا تغني عن الحكمة
يمكن لمثبت السرعة أن يكون أداة مفيدة ومريحة، حتى عند سحب مقطورة، بشرط أن يكون السائق واعياً لحدود النظام والطريق والحمولة.
في السيارات المتقدمة، قد يساعد النظام على تعزيز الأمان والكفاءة، لكنه لا يعفي السائق من المسؤولية. وفي الأنظمة التقليدية، من الأفضل قصر استخدامه على الطرق السريعة المستقيمة، مع بقاء القدم قريبة من الفرامل دائماً.