مجازر ومآسي إنسانية: 82 شهيدًا في غزة وبدء المحادثات في الدوحة

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ640 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، مع تصعيد آلة الحرب الإسرائيلية غاراتها الجوية في مختلف أنحاء القطاع، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي.
وشملت الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الماضية مناطق متفرقة من القطاع، بينها مخيم البريج، حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، منطقة المواصي غرب خانيونس، وأحياء سكنية شرق المدينة. وأسفرت الهجمات عن دمار واسع، في ظل ظروف معيشية خانقة ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
في اليوم الـ112 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
سياسيًا، تتواصل التحركات الدولية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وسط رفض إسرائيلي لتعديلات طرحتها حركة حماس على المقترح القطري. وأعلن مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن التعديلات “غير مقبولة”، لكنه وافق على إرسال وفد تفاوضي غادرة تل أبيب اليوم، متوجها إلى الدوحة، لإجراء محادثات غير مباشرة مع حماس.
وتستضيف الدوحة جولة جديدة من المفاوضات، لبحث آليات تنفيذ اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة. وتركز حماس في المفاوضات، وفق مصادر فلسطينية مطّلعة، على سبل ضمان انسحاب إسرائيلي من القطاع، وتحسين إدخال المساعدات عبر منظمات دولية، ورفع الحصار وإعادة الإعمار، إضافة إلى فتح معبر رفح أمام الأفراد والمساعدات. ويقود وفد حماس التفاوضي عضو المكتب السياسي خليل الحية.
من جهتها، أكدت حركة حماس أنها قدّمت ردًا “إيجابيًا” للوسطاء، وأبدت استعدادها الفوري لبدء مفاوضات بشأن آليات تنفيذ الاتفاق. ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو ترامب في واشنطن غدًا الإثنين، في زيارة رسمية هي الثالثة له خلال ستة أشهر؛ في حين صادق الكابينيت، الليلة الماضية، على “توسيع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة”، وفقا للتقارير الإسرائيلية، دون أن يصدر بيان رسمي بهذا الشأن.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 57.418 شهيدا، 136.261 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، يوم الأحد، أن من بين الحصيلة 6,860 شهيدا، و24,220 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن حصيلة شهداء “المساعدات” الذين وصلوا للمستشفيات خلال 24 ساعة الماضية بلغت 8 شهداء، وأكثر من 40 مصابا، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 751 شهيدا وأكثر من 4,931 إصابة.
التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبينت أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 80 شهيدا، و304 إصابات خلال 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 6 مواطنين بينهم طفل وأصيب آخرون، الليلة، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على عيادة طبية وسط مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد 6 مواطنين بينهم طفل، وإصابة 15 آخرين في غارة للاحتلال استهدفت غرفة في عيادة الرمال في شارع الوحدة وسط مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 100 مواطن، بينهم 11 من منتظري المساعدات، يوم الأحد.
ففي مدينة غزة، استشهد 56 مواطنا، بينهم 30 في قصف منزلين يؤويان نازحين في حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، و7 شهداء في قصف استهدف مدرسة أبو عاصي التي تؤوي نازحين بمخيم الشاطئ غرب المدينة، و8 شهداء في غارتين استهدفتا تجمعين للمواطنين في حي الرمال وسط المدينة، و4 شهداء في قصف استهدف منزلا في حي الدرج شرق المدينة، و3 شهداء في قصف مركبة في حي الشيخ رضوان.
كما استشهدت مواطنتان في غارة للاحتلال من طائرة مسيّرة على حي التفاح شرق المدينة، وشهيد في غارة استهدفت خيمة تأوي نازحين غرب المدينة، بالإضافة إلى انتشال جثماني شهيدين من حي الشجاعية شرق المدينة، ارتقيا إثر قصف الاحتلال محيط مركز صابحة الطبي.
وفي وسط القطاع، استشهد 26 مواطنا، بينهم 8 من منتظري المساعدات قرب جسر وادي غزة جنوب مفترق الشهداء، و7 شهداء في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين غرب مخيم النصيرات، و4 شهداء في قصف استهدف منزلا في المخيم، و4 شهداء في قصف استهدف تجمعا للمواطنين شمال المخيم، و3 شهداء قصف استهدف تكية خيرية شمال مدينة دير البلح.
وفي جنوب القطاع، استشهد 18 مواطنا، بينهم 8 شهداء في قصف للاحتلال استهدف خياما تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، و3 شهداء بنيران الاحتلال أثناء انتظارهم لتلقي مساعدات شمال غرب رفح، و3 شهداء جرى انتشالهم من مناطق متفرقة في خان يونس، وشهيدان متأثران بجراحهما في قصف سابق. كما استشهد مواطن بنيران الاحتلال في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، وآخر في قصف للاحتلال استهدف تجمعا للمواطنين بالقرب من دوار أبو حميد وسط مدينة خانيونس.
استشهد خمسة مواطنين بينهم نساء وأطفال، مساء يوم الأحد، إثر غارات لطائرات الاحتلال الحربيةاستهدفت عددا من المواطنين، بمدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد خمسة مواطنين وجرح آخرين في قصف اسرائيلي استهدف مواطنين في محيط مفرق السرايا وسط مدينة غزة.
وانتشلت طواقم الإسعاف في وقت سابق مساء الأحد جثماني شهيدين من محيط مركز صابحة الطبي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، عقب استهداف المنطقة بغارة جوية إسرائيلية عنيفة.
كما استشهد مواطن وأصيب آخرون بجروح متفاوتة جراء قصف طال خيمة تؤوي نازحين من عائلة مقداد، قرب مفترق العيون مع شارع الجلاء غرب مدينة غزة.
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث أسفرت سلسلة من الغارات الجوية، مساء يوم الأحد، عن استشهاد عدد من المواطنين، بينهم نازحون، ووقوع عشرات الإصابات في مناطق متفرقة من القطاع.
وانتشلت طواقم الإسعاف جثماني شهيدين من محيط مركز صابحة الطبي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، عقب استهداف المنطقة بغارة جوية إسرائيلية عنيفة.
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد، بعد قصف الاحتلال مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي في القطاع، باستشهاد 3 مواطنين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، بعد استهداف الاحتلال تكية خيرية شمال مدينة دير البلح.
استشهد ثلاثة مواطنين، يوم الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات الأميركي شمال مدينة رفح.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على المواطنين “المجوعين” الذين تجمعوا قرب مركز المساعدات شمال رفح، للحصول على بعض الطعام، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين.
واستشهد الطفل رائد بسام فياض متأثرا بجروحه التي أصيب بها في قصف الاحتلال قبل أيام مركبة مدنية في دير البلح وسط القطاع.
استشهد سبعة مواطنين وأصيب آخرون، اليوم الأحد، في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى الشفاء، بأن 7 شهداء وعشرات الإصابات بينهم أطفال، وصلوا إلى المستشفى، إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية مدرسة “أبو عاصي” التي تؤوي نازحين، في مخيم الشاطئ.
استشهد سبعة مواطنين وأصيب آخرون، مساء اليوم الأحد، بعد قصف طيران الاحتلال مناطق في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأوضح مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي، باستشهاد 5 مواطنين بينهم 3 أطفال وأصيب آخرون، في قصف طيران الاحتلال خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما استشهد مواطن بنيران مسيرة للاحتلال في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأشار مصدر في مستشفى الشفاء، إلى انتشال جثمان شهيد إثر قصف إسرائيلي على منزل بحي الشيخ رضوان غربي مدينة غزة.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين بينهم أطفال، منذ فجر يوم الأحد، في قصف طائرات الاحتلال الحربية أنحاء متفرقة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 10 مواطنين، ووقوع إصابات، جراء قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة أبو شرخ، في حي الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة، ويؤوي نازحين من عائلتي أبو شكيان وسحويل، ولا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض.
وأضافت المصادر ذاتها، أن 4 مواطنين استشهدوا، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الصفدي في شارع يافا بحي التفاح شرق مدينة غزة.
وأشارت إلى أن ثلاثة مواطنين استشهدوا، وأصيب عدد آخر، جراء قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال خيام لعائلتي الشريف وفرحات في مواصي مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
مفاوضات وقف إطلاق النار
تستضيف العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد، جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة.
وقالت هيئة البث العبرية “كان”، نقلًا عن مصدريْن مطلعيْن، إنه “بناءً على التفاهمات عبر الوسطاء، من المفترض أن تبدأ مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، فور موافقة الطرفين على مقترح وقف إطلاق النار”.
وأضاف المصدران أنه من المتوقع أن تكون المفاوضات معقدة حول آليات تنفيذ بنود المقترح، مؤكديْن أن التقديرات الإسرائيلية الحالية تشير إلى أن شروط حماس لن تشكِّل عائقًا أمام إبرام الصفقة.
وأوضحت الهيئة أن “إسرائيل لم ترفض ردَّ حماس بشكل شامل، وترى أن هناك ما يمكن العمل عليه”.
وحول مسار مفاوضات الهدنة، ذكر المصدران أن “الاتصالات مع الوسطاء تتواصل من أجل وقف الحرب في غزة، وموعد لبدء المفاوضات وإعلان دخول الهدنة وتنفيذ الاتفاق”.
وأشارا إلى “إطلاق جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المنتظر في غزة وفق المقترح الجديد المعدل”.
وأضافا أن الوفد التفاوضي يضم ممثلين عن الموساد والشاباك ومسؤول ملف المحتجزين والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
جولة مفاوضات غير مباشرة
وأفاد مسؤول مطلع على المفاوضات مقرب من حركة حماس، بأن جولة المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل، التي ستعقد اليوم، ستبحث “آليات تنفيذ” المقترح الجديد لوقف إطلاق النار، مشددًا على أن الحركة “ستركز على ملاحظاتها المقدمة في ردَّها لتحسينه”.حسب فرانس برس.
وأوضح المسؤول، أن القيادي في حماس خليل الحيَّة، سيرأس وفد الحركة في هذه الجولة من المفاوضات، مشيرًا إلى أن طواقم الحركة الفنية موجودة حاليًا في الدوحة.
وأضاف المسؤول، أن “حماس” أكدت للوسطاء جاهزيتها لمفاوضات جدية تقود لاتفاق لوقف الحرب بشكل دائ”.
قدم الوسطاء مقترحًا مُحدثًا بشأن وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في غزة لإسرائيل وحماس في وقت سابق من هذا الأسبوع، والثلاثاء الماضي أعلنت إسرائيل أنها قبلته.
أعرب ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن تفاؤله بشأن 3 ملفات رئيسية تتعلق بالشرق الأوسط وهي غزة، وإيران، وتوسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
وجاءت تصريحاته عشية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تشمل لقاء مع ترامب.
وفي لقاء مع أعضاء من الجالية اليهودية في منطقة هامبتونز بنيويورك، برعاية الحاخام مارك شناير، قال ويتكوف إن “هناك زخما كبيرا للتوصل إلى اتفاق مع حماس، والأمور تسير في الاتجاه الصحيح”. وأعرب عن أمله في أن تنهي إسرائيل الحرب في قطاع غزة، معتبرا أن “ترامب عازم على تغيير وجه الشرق الأوسط، والتزامه بأمن إسرائيل لا لبس فيه”. حسب يديعوت أحرونوت العبرية.
وأشار إلى إمكانية انضمام قطر إلى اتفاقيات إبراهام مستقبلا، إلى جانب دول أخرى مثل سوريا ولبنان.
وفيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، أوضح ويتكوف أن التطبيع معها “لن يكون قريبا”، وأنه “قد يستغرق وقتا أطول”، لكنه لم يستبعد احتمال التوصل إلى اتفاق من نوع مختلف بين الرياض وتل أبيب في المستقبل. وأضاف أن السعوديين “قد يسعون إلى اتفاق مهم آخر، وإن لم يكن ضمن إطار اتفاقيات إبراهيم”.
وفي ملف تبادل الأسرى، أشار ويتكوف إلى أن الجهود مستمرة لإعادة جثث القتلى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
وفيما يخص الملف الإيراني، ووسط التصريحات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة عن نجاح الحملة ضد طهران، قدر ويتكوف الذي شارك في مفاوضات سابقة مع إيران، إمكانية التوصل إلى اتفاق يمنعها من استئناف تخصيب اليورانيوم، دون أن يقدم تفاصيل حول طبيعة هذا الاتفاق أو الأطراف المعنية به.
تأتي هذه التصريحات بينما يستعد نتنياهو للقيام بزيارة جديدة إلى واشنطن، حيث يلتقي بالرئيس ترامب، في وقت يتزامن مع تواجد وفد إسرائيلي في قطر للمشاركة في جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.
وقال نتنياهو لدى صعوده الطائرة المتجهة إلى الولايات المتحدة: “نعمل على تحقيق اتفاق وفق الشروط التي اتفقنا عليها. أرسلت فريقا بتعليمات واضحة، وأعتقد أن الحوار مع الرئيس ترامب يمكن أن يسهم في دفع هذه الجهود نحو نتيجة نأملها جميعا”.
من المتوقع الإفراج عن 1,000 أسير فلسطيني من بينهم 100 محكومين بالمؤبد، ضمن الصفقة– إذا ما تمّ إنجازها.
من المتوقع أن تطالب حماس بالإفراج عن أسرى كبار قد يغيّرون ميزان القوى في الضفة الغربية.
من بين الأسماء: القائد الفتحاوي مروان البرغوثي، الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، والقيادي في حماس عبد الله البرغوثي.
في صفقة الأسرى المطروحة– والتي لا يزال الطريق أمام إنجازها طويلًا رغم مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى قطر– يُتوقّع الإفراج عن نحو 1000 أسير من السجون في إسرائيل، بينهم محكومون بالمؤبد.
مقابل الإفراج عن 10 أسرى ونقل جثامين 18 قتيلًا، من المتوقع أن تطالب حماس بالإفراج عن بعض من أكثر السجناء حساسية وخطورة من وجهة نظر الأجهزة الأمنية، بينهم “أسرى” حُكم عليهم بعشرات بل بمئات السنين من السجن بسبب تنفيذهم لعمليات قاتلة.
هذه المرة، بحسب التقديرات، ستشمل مطالب حماس أسماء كانت إسرائيل قد رفضت الإفراج عنها في السابق. ويُقدّر في إسرائيل أن حماس تضع هذه المرة سقفًا عاليًا جدًا– ليس فقط من حيث العدد، بل من حيث هوية الأسرى.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن الحديث يدور عن أسرى تلطخت أيديهم بالدماء، بعضهم قد يعود إلى القيادة أو إلى “الإرهاب”. ومع ذلك، فهذه تُعتبر فرصة لا تتكرر لإعادة الأسرى وإنهاء الحرب.
تقدّر مصادر فلسطينية أن هذه المطالب تهدف ليس فقط إلى تحرير الأسرى، بل أيضًا إلى تغيير ميزان القوى في الساحة السياسية الفلسطينية– خاصة في الضفة الغربية، حيث تحظى هذه الشخصيات بشعبية كبيرة.
الاسم الأبرز هو مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح الذي يُعتبر الوريث المحتمل لأبو مازن. حيث يقضي البرغوثي خمسة أحكام بالسجن المؤبد مدى الحياة بالإضافة إلى 40 سنة، بسبب دوره في عمليات أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين وإصابة عدد كبير آخر. ورغم، يُعتبر البرغوثي شخصية وحدوية في الشارع الفلسطيني، ويحظى بدعم حتى من خصومه السياسيين.
كما تطلب حماس أيضًا الإفراج عن أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية، والذي خطط لاغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي في عام 2001. اعتُقل سعدات بعد حصار سجن أريحا ونُقل إلى إسرائيل، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 30 عامًا.
قيادي آخر تطالب حماس بالإفراج عنه هو عبد الله البرغوثي، أحد كبار قادة الجناح العسكري لحماس في الضفة، والذي حُكم عليه بـ67 حكمًا بالسجن المؤبد– وهو الحكم الأعلى في إسرائيل– بسبب تورطه في سلسلة من العمليات الدامية خلال الانتفاضة الثانية.
تتضمّن القائمة أيضًا أسماء مثل حسن سلامة، الذي يقضي 46 حكمًا بالمؤبد بسبب تخطيطه لعمليات قُتل فيها نحو 100 إسرائيلي؛ وعباس السيد، المحكوم عليه بـ35 مؤبدًا باعتباره أحد المسؤولين عن العملية في فندق “بارك” في ليلة عيد الفصح عام 2002، والتي قُتل فيها 30 شخصًا؛ وإبراهيم حامد– من كبار قادة حماس في الضفة خلال الانتفاضة الثانية، ويُعتبر نائب صالح العاروري الذي تم اغتياله في بداية هذا العام، ويقضي عشرات الأحكام بالسجن المؤبد بسبب تورطه في عمليات صعبة.